الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
(أنا ) أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل ، أنا أبو العباس ، [أنا الربيع ] ، أنا الشافعي ، [قال ] : " قال الله - تبارك وتعالى - : ( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ) الآية ، وقال : ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر ) الآية مع ما ذكر الله - : من الآيات . - في كتابه " .

" قال الشافعي : فذكر الله الآيات ، ولم يذكر معها سجودا إلا مع الشمس ، والقمر ، وأمر : بأن لا يسجد لهما ، وأمر : بأن يسجد له . فاحتمل [أمره ] : أن يسجد له عند ذكر الشمس ، والقمر . - : أن [ ص: 98 ] أمر بالصلاة عند حادث في الشمس ، والقمر . واحتمل : أن يكون إنما نهى عن السجود لهما كما نهى عن عبادة ما سواه . فدلت سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : على أن يصلى لله عند كسوف الشمس ، والقمر . فأشبه ذلك معنيين : (أحدهما ) : أن يصلي عند كسوفهما [لا يختلفان في ذلك ] و[ثانيهما ] : أن لا يؤمر - عند آية كانت في غيرهما - بالصلاة كما أمر بها عندهما . لأن الله لم يذكر في شيء - : من الآيات . - صلاة . والصلاة - في كل حال - طاعة [لله - تبارك وتعالى - ] ، وغبطة لمن صلاها . فيصلى - عند كسوف الشمس والقمر - صلاة جماعة ، ولا يفعل ذلك في شيء : من الآيات غيرهما " .

* * *

وبهذا الإسناد ، قال الشافعي : " أنا الثقة : أن مجاهدا كان يقول : [ ص: 99 ] الرعد : ملك ، والبرق : أجنحة الملك يسقن السحاب . قال الشافعي : ما أشبه ما قال مجاهد ، بظاهر القرآن " .

وبهذا الإسناد ، أنا الشافعي : " أنا الثقة عن مجاهد : أنه قال : ما سمعت بأحد ذهب البرق ببصره . كأنه ذهب إلى قوله تعالى : ( يكاد البرق يخطف أبصارهم ) " .

" قال : وبلغني عن مجاهد أنه قال : وقد سمعت من تصيبه الصواعق ، وكأنه ذهب إلى قول الله - عز وجل - : ( ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء ) . وسمعت من يقول : الصواعق ربما قتلت ، وأحرقت " .

وبهذا الإسناد ، قال : أنا الشافعي : " أنا من لا أتهم ، نا العلاء بن راشد ، عن عكرمة ، عن ابن العباس ، قال : ما هبت ريح قط إلا جثا النبي (صلى الله عليه وسلم ) على ركبتيه ، وقال : " اللهم : اجعلها رحمة ، ولا [ ص: 100 ] تجعلها عذابا . اللهم : اجعلها رياحا ، ولا تجعلها ريحا " . قال ابن عباس : في كتاب الله - عز وجل - : ( [إنا ] أرسلنا عليهم ريحا صرصرا ) ، و : ( أرسلنا عليهم الريح العقيم ) ، وقال : ( وأرسلنا الرياح لواقح ) و : أرسلنا ( الرياح مبشرات ) " .

* * *

[ ص: 101 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية