الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
(أخبرنا ) أبو سعيد [أنا أبو العباس ] ، أنا الربيع ، قال : قال الشافعي (رحمه الله ) : " ذكر الله (تعالى ) الأذان بالصلاة ، فقال : ( وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ، ولعبا ) ، وقال تعالى : ( إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ) . فأوجب الله - عز وجل - (والله أعلم ) : إتيان الجمعة ، وسن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : الأذان للصلوات المكتوبات . فاحتمل : أن يكون أوجب إتيان صلاة الجماعة في غير الجمعة ؛ كما أمرنا بإتيان الجمعة ، وترك البيع . واحتمل : أن يكون أذن بها : لتصلى لوقتها " .

" وقد جمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : مسافرا ومقيما ، خائفا وغير خائف . وقال (جل ثناؤه ) لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : ( وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك ) الآية ، والتي بعدها . وأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) من [ ص: 85 ] جاء الصلاة : أن يأتيها وعليه السكينة ؛ ورخص في ترك إتيان صلاة الجماعة ، في العذر - : بما سأذكره في موضعه " .

" فأشبه ما وصفت - : من الكتاب والسنة . - : أن لا يحل ترك أن تصلى كل مكتوبة في جماعة حتى لا تخلو جماعة : مقيمون ، ولا مسافرون - من أن تصلى فيهم صلاة جماعة " .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية