الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
(أنا ) أبو سعيد ، نا أبو العباس ، نا الربيع ، قال : قال الشافعي (رحمه الله ) : " الناس عبيد الله (جل ثناؤه ) ، فملكهم ما شاء أن يملكهم ، وفرض عليهم - فيما ملكهم - ما شاء : ( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ) . فكان فيما آتاهم ، أكثر مما جعل عليهم فيه ، وكل : أنعم به عليهم ، (جل ثناؤه ) . وكان - فيما فرض عليهم ، فيما ملكهم - : زكاة ؛ أبان : [أن ] في أموالهم حقا لغيرهم - في وقت - على لسان رسوله (صلى الله عليه وسلم ) " .

[ ص: 103 ] " فكان حلالا لهم ملك الأموال ، وحراما عليهم حبس الزكاة : لأنه ملكها غيرهم في وقت ، كما ملكهم أموالهم ، دون غيرهم " .

" فكان بينا - فيما ، وصفت ، وفي قول الله - عز وجل - : ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم ) . - : أن كل مالك تام الملك - : من حر - له مال : فيه زكاة " . وبسط الكلام فيه .

* * *

وبهذا الإسناد ، قال الشافعي - في أثناء كلامه في باب زكاة التجارة ، في قول الله - عز وجل - : ( وآتوا حقه يوم حصاده ) - : " وهذا دلالة على أنه إنما جعل الزكاة على الزرع " . وإنما قصد : إسقاط الزكاة عن حنطة حصلت في يده من غير زراعة .

* * *

[ ص: 104 ] وبهذا الإسناد ، قال : قال الشافعي : " قال الله (عز وجل ) لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم ) . قال الشافعي : والصلاة عليهم : الدعاء لهم عند أخذ الصدقة منهم " .

" فحق على الوالي - إذا أخذ صدقة امرئ - : أن يدعو له ، وأحب أن يقول : آجرك الله فيما أعطيت ، وجعلها لك طهورا ، وبارك لك فيما أبقيت " .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية