الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
(أنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس ، أنا الربيع ، قال : قال الشافعي (رحمه الله ) : " قال الله - تبارك وتعالى - : ( وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا ) إلى [قوله ] : ( والركع السجود ) " .

" قال الشافعي : المثابة - في كلام العرب - : الموضع : يثوب الناس إليه ، ويؤوبون : يعودون إليه بعد الذهاب عنه . وقد يقال : ثاب إليه : اجتمع إليه فالمثابة تجمع الاجتماع ويؤوبون : يجتمعون إليه : راجعين بعد ذهابهم عنه ، ومبتدئين . قال ورقة بن نوفل ، يذكر البيت :


مثابا لأفناء القبائل كلها تخب إليه اليعملات الذوابل



وقال خداش بن زهير [النصري ] :


فما برحت بكر تثوب وتدعي     ويلحق منهم أولون فآخر

" .

[ ص: 120 ] " قال الشافعي : وقال الله - تبارك وتعالى - : ( أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم ) يعني (والله أعلم ) : [آمنا ] من صار إليه : لا يتخطف اختطاف من حولهم " .

وقال (عز وجل ) لإبراهيم خليله - عليه السلام - : ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا ، وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) " .

" قال الشافعي : سمعت [بعض من أرضى ] - من أهل العلم - يذكر : أن الله (عز وجل ) لما أمر بهذا ، إبراهيم (عليه السلام ) : وقف على المقام ، وصاح صيحة : عباد الله أجيبوا داعي الله . فاستجاب له حتى من [في ] أصلاب الرجال ، وأرحام النساء . فمن حج البيت بعد دعوته ، فهو : ممن أجاب دعوته . ووافاه من وافاه ، يقول : لبيك داعي ربنا لبيك " .

وهذا - : من قوله : " وقال لإبراهيم خليله " . - : إجازة ، وما قبله : قراءة .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية