الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
قال الشافعي رضي الله عنه : " وشهد له (جل ثناؤه ) باستمساكه بأمره به ، والهدى في نفسه وهداية من اتبعه . فقال : ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) [ ص: 31 ] ( صراط الله الذي له ما في السماوات ، وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور ) . وذكر معها غيرها . ثم قال في شهادته له : إنه يهدي إلى صراط مستقيم صراط الله . وفيما وصفت من فرض طاعته : - ما أقام الله به الحجة على خلقه بالتسليم لحكم رسوله واتباع أمره ، فما سن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما ليس لله فيه حكم - فحكم الله سنته " . ثم ذكر الشافعي - رحمه الله - الاستدلال بسنته على الناسخ ، والمنسوخ من كتاب الله ، ثم ذكر الفرائض المنصوصة التي بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معها ، ثم ذكر الفرائض الجمل التي أبان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الله سبحانه كيف هي ، ومواقيتها ، ثم ذكر العام من أمر الله الذي أراد به العام ، والعام الذي أراد به الخاص ، ثم ذكر سنته فيما ليس فيه نص كتاب . وإيراد جميع ذلك هاهنا مما يطول به الكتاب ، وفيما ذكرناه إشارة إلى ما لم نذكره .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية