الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
(أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، قال : قال الحسين بن محمد - فيما أخبرت - : أنا محمد بن سفيان ، نا يونس بن عبد الأعلى ، قال : قال الشافعي - في قوله - عز وجل - : ( للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء [ ص: 147 ] نصيب مما ترك الوالدان والأقربون ) . - : " نسخ بما جعل الله للذكر ، والأنثى : من الفرائض " .

وقال لي - في قوله - عز وجل - : ( وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين ) الآية . - : " قسمة المواريث فليتق الله من حضر ، وليحضر بخير ، وليخف : أن يحضر - حين يخلف هو أيضا - : بما حضر غيره " .

(وأنا ) أبو سعيد بن أبي عمرو ، نا أبو العباس الأصم ، أنا الربيع ، قال : قال الشافعي : " قال الله تعالى : ( وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا ) " .

" فأمر الله (عز وجل ) : أن يرزق من القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين : الحاضرون القسمة . ولم يكن في الأمر - في الآية - : أن يرزق [ ص: 148 ] من القسمة ، [من ] مثلهم - : في القرابة ، واليتم ، والمسكنة . - : ممن لم يحضر " .

" ولهذا أشباه ، وهي : أن تضيف من جاءك ، ولا تضيف من لا يقصد قصدك : [ولو كان محتاجا ] إلا أن تطوع " .

وجعل نظير ذلك : تخصيص النبي (صلى الله عليه وسلم ) - : بالإجلاس معه ، أو ترويغه لقمة - من ولي الطعام : من مماليكه .

قال الشافعي : " وقال لي بعض أصحابنا (يعني : في الآية ) " : قسمة المواريث ، وقال بعضهم : قسمة الميراث ، وغيره : من الغنائم . فهذا : أوسع " .

" وأحب إلي : [أن ] يعطوا ما طابت به نفس المعطي . ولا يوقت ، ولا يحرمون " .

* * *

[ ص: 149 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية