الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
(أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنا العباس ، أنا الربيع ، قال : قال الشافعي : " قال الله (تعالى ) في فرض الصوم : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ) إلى : ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ) " .

" فبين - في الآية - : أنه فرض الصيام عليهم عدة ، وجعل لهم : أن يفطروا فيها : مرضى ومسافرين ويحصوا حتى يكملوا العدة . [ ص: 107 ] وأخبر أنه أراد بهم اليسر " .

" وكان قول الله - عز وجل - : ( ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ) يحتمل معنيين " :

" (أحدهما ) : أن لا يجعل عليهم صوم شهر رمضان : مرضى ، ولا مسافرين ، ويجعل عليهم عددا - إذا مضى السفر ، والمرض - : من أيام أخر " .

" (ويحتمل ) : أن يكون إنما أمرهم بالفطر في هاتين الحالتين : على الرخصة إن شاؤوا لئلا يحرجوا إن فعلوا " .

" وكان فرض الصوم ، والأمر بالفطر في المرض ، والسفر - : في آية واحدة . ولم أعلم مخالفا : أن كل آية إنما أنزلت متتابعة ، لا مفرقة . وقد تنزل الآيتان في السورة مفرقتين ، فأما آية : فلا ؛ لأن معنى الآية : أنها كلام واحد غير منقطع ، [يستأنف بعده غيره ] " .

وقال في موضع آخر من هذه المسألة : " لأن معنى الآية : معنى قطع الكلام " .

[ ص: 108 ] " فإذ صام رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) في شهر رمضان - : وفرض شهر رمضان إنما أنزل في الآية . - : علمنا أن الآية بفطر المريض ، والمسافر رخصة " .

قال الشافعي (رحمه الله ) : " فمن أفطر أياما من رمضان - من عذر - : قضاهن متفرقات ، أو مجتمعات . وذلك : أن الله (عز وجل ) قال : ( فعدة من أيام أخر ) ، ولم يذكرهن متتابعات " .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية