الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
(أنا ) أبو سعيد ، أنا أبو العباس ، أنا الربيع ، قال : قال الشافعي (رحمه الله ) : " ذكر الله (تعالى ) الاستئذان ، فقال في سياق الآية : ( وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم ) ، وقال : ( وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ) . فلم يذكر [ ص: 86 ] الرشد - : الذي يستوجبون به أن ندفع إليهم أموالهم . - إلا بعد بلوغ النكاح " .

" قال : وفرض الله الجهاد ، فأبان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : أنه [على ] من استكمل خمس عشرة سنة بأن أجاز ابن عمر - عام الخندق - : ابن خمس عشرة سنة ورده - عام أحد - : ابن أربع عشرة سنة " .

" قال : فإذا بلغ الغلام الحلم ، والجارية المحيض - : غير مغلوبين على عقولهما . - : وجبت عليهما الصلاة ، والفرائض كلها : وإن كانا ابني أقل من خمس عشرة سنة ، وأمر كل واحد منهما بالصلاة : إذا عقلها ، وإذا لم يفعلا لم يكونا كمن تركها بعد البلوغ ، وأدبا على تركها أدبا خفيفا " .

[ ص: 87 ] " قال : ومن غلب على عقله بعارض أو مرض أي مرض كان - : ارتفع عنه الفرض . لقول " الله تعالى : ( واتقون يا أولي الألباب ) ، وقوله : ( إنما يتذكر أولو الألباب ) : وإن كان معقولا : أن لا يخاطب بالأمر والنهي إلا من عقلهما " .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية