الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
(أنا ) أبو سعيد ، نا أبو العباس ، أنا الربيع ، قال : " قلت للشافعي : ما لغو اليمين ؟ . قال : الله أعلم ؛ أما الذي نذهب إليه : فما قالت عائشة (رضي الله عنها ) ؛ أنا مالك ، عن هشام ، عن عروة ، عن عائشة (رضي الله عنها ) : أنها قالت : لغو اليمين : قول الإنسان : لا والله ؛ وبلى والله ".

" قال الشافعي : اللغو في كلام العرب : الكلام غير المعقود [ ص: 110 ] عليه قلبه ؛ وجماع اللغو يكون : في الخطأ ". .

وبهذا الإسناد - في موضع آخر - : قال الشافعي : " لغو اليمين - كما قالت عائشة (رضي الله عنها ) ؛ والله أعلم - : قول الرجل : لا والله ، وبلى والله . وذلك : إذا كان : اللجاج ، والغضب ، [ ص: 111 ] والعجلة ؛ لا يعقد : على ما حلف [عليه ] ".

" وعقد اليمين : أن يعنيها على الشيء بعينه : أن لا يفعل الشيء ؛ فيفعله ؛ أو : ليفعلنه ؛ فلا يفعله ؛ أو : لقد كان ؛ وما كان ".

" فهذا : آثم ؛ وعليه الكفارة : لما وصفت : من [أن ] الله (عز وجل ) قد جعل الكفارات : في عمد المأثم . قال : ( وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما ) ؛ وقال ( لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ) [ ص: 112 ] ؛ إلى قوله : ( هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره ) . ومثل قوله في الظهار : ( وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا ) ؛ ثم أمر فيه : بالكفارة ".

" قال الشافعي : ويجزئ : بكفارة اليمين ، مد - : بمد النبي صلى الله عليه وسلم . - : من حنطة ".

" قال : وما يقتات أهل البلدان - : من شيء . - أجزأهم منه مد ".

[ ص: 113 ] " [قال ] : وأقل ما يكفي - : من الكسوة . - : كل ما وقع عليه اسم كسوة - : من عمامة ، أو سراويل ، أو إزار ، أو مقنعة ؛ وغير ذلك - : للرجل ، والمرأة ، والصبي . لأن الله (عز وجل ) أطلقه : فهو مطلق ".

" [قال ] : وليس له - إذا كفر بالإطعام - : أن يطعم أقل من عشرة ؛ أو بالكسوة : أن يكسو أقل من عشرة ".

" [قال ] وإذا أعتق في كفارة اليمين : لم يجزه إلا رقبة [ ص: 114 ] مؤمنة ؛ ويجزي كل ذي نقص : بعيب لا يضر بالعمل إضرارا بينا ". . وبسط الكلام في شرحه .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية