الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
(أنا ) أبو عبد الرحمن السلمي ، سمعت علي بن أبي عمرو البلخي ، يقول : سمعت عبد المنعم بن عمر الأصفهاني ، [يقول ] : نا أحمد بن محمد المكي ، نا محمد بن إسماعيل ، والحسين بن زيد ، والزعفراني ، وأبو ثور ؛ كلهم قالوا : سمعنا محمد بن إدريس الشافعي ، يقول : " نزه الله (عز وجل ) نبيه ، ورفع قدره ، وعلمه وأدبه ؛ وقال : ( وتوكل على الحي الذي لا يموت ) ".

" وذلك : أن الناس في أحوال شتى : متوكل : على نفسه ؛ أو : على ماله ؛ أو : على زرعه ؛ أو : على سلطان ؛ أو : على عطية الناس . وكل مستند : إلى حي يموت ؛ أو : على شيء يفنى : يوشك أن ينقطع به . فنزه الله نبيه (صلى الله عليه وسلم ) ؛ وأمره : أن يتوكل على الحي الذي لا يموت ".

" قال الشافعي : واستنبطت البارحة آيتين - فما أشتهي ، باستنباطهما ، الدنيا وما فيها - : ( يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد [ ص: 181 ] إذنه ) ؛ وفي كتاب الله ، هذا كثير : ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) ؛ فتعطل الشفعاء ، إلا بإذن الله ".

" وقال في سورة هود - عليه السلام - : ( وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ) ؛ فوعد الله كل من تاب - : مستغفرا . - : التمتع إلى الموت ؛ ثم قال : ( ويؤت كل ذي فضل فضله ) ؛ أي : في الآخرة ".

" قال الشافعي (رحمه الله ) : فلسنا نحن تائبين على حقيقة ؛ ولكن : علم علمه الله ؛ ما حقيقة التائبين : وقد متعنا في هذه الدنيا ، تمتعا حسنا . ؟ ". .

* * *

[ ص: 182 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية