الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
(أنا ) أبو سعيد بن أبي عمرو ، نا أبو العباس الأصم ، أنا الربيع ، أنا الشافعي ، قال : " قال الله عز وجل : ( ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ) الآية. وقال : ( وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر ) ؛ فنسب إبراهيم [ ص: 164 ] (عليه السلام ) ، إلى أبيه : وأبوه كافر ؛ ونسب [ابن ] نوح ، إلى أبيه : وابنه كافر ".

" وقال الله لنبيه (صلى الله عليه وسلم ) - في زيد بن حارثة - : ( ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم ) ؛ وقال تعالى : ( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه ) ؛ فنسب الموالي إلى نسبين : (أحدهما ) : إلى الآباء ؛ (والآخر ) : إلى الولاء . وجعل الولاء : بالنعمة ".

" وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : إنما الولاء : لمن [ ص: 165 ] أعتق "

" فدل الكتاب والسنة : على أن الولاء إنما يكون : لمتقدم فعل من المعتق ؛ كما يكون النسب : بمتقدم ولاد [من الأب ] ".

وبسط الكلام : في امتناعهم من تحويل الولاء عن المعتق ، إلى غيره : بالشرط : كما يمتنع تحويل النسب : بالانتساب إلى غير من ثبت له النسب

* * *

[ ص: 166 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية