الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
(أنا ) أبو عبد الله الحافظ ، قال : وقال الحسن بن محمد - فيما أخبرت عنه ، وقرأته في كتابه - : أنا محمد بن سفيان ، نا يونس بن عبد الأعلى ، قال : وقال لي الشافعي : " ما بعد عشرين ومائة - : من آل عمران . - نزلت في أحد : في أمرها ؛ وسورة الأنفال نزلت : في بدر ؛ وسورة الأحزاب نزلت : في الخندق ، وهي : الأحزاب ؛ وسورة الحشر نزلت : في النضير " .

[ ص: 183 ] قال : وقال الشافعي : " إن غنائم بدر لم تخمس ألبتة : وإنما نزلت آية الخمس : بعد رجوعهم من بدر ، وقسم الغنائم ". .

قال : وقال الشافعي (رحمه الله ) - في قوله تعالى : ( لا تحلوا شعائر الله ) . - : " يعني : لا تستحلوها ، [وهي ] : كل ما كان لله (عز وجل ) : من الهدي وغيره ". [وفي قوله ] : ( ولا آمين البيت الحرام ) : " من أتاه : تصدونهم عنه ". .

قال : وقال الشافعي (رحمه الله ) - في قوله عز وجل : ( شنآن قوم ) . - : " على خلاف الحق " . وقوله عز وجل : ( إلا ما ذكيتم ) : " فما وقع عليه اسم الذكاة - : من هذا . - فهو : ذكي ". .

[ ص: 184 ] قال : وقال الشافعي : " الأزلام ليس لها معنى إلا : القداح ". .

قال : وقال الشافعي (رحمه الله ) - في قوله عز وجل : ( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم ) . - : " إنهم : النساء والصبيان ؛ لا تملكهم ما أعطيتك - : من ذلك . - وكن أنت الناظر لهم فيه ". .

قال : وقال الشافعي - في قوله عز وجل : ( والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ) . - : " الحرائر : من أهل الكتاب ؛ غير ذوات الأزواج . ( محصنين غير مسافحين ) : [ ص: 185 ] عفائف غير فواسق ". .

قال : وقال الشافعي (رحمه الله ) - في قوله عز وجل : ( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا ) الآية - قال : " إذا اتقوا : لم يقربوا ما حرم عليهم ". .

قال : وقال الشافعي (رحمه الله ) - في قوله عز وجل : ( عليكم أنفسكم ) . - قال : " هذا : مثل قوله تعالى : ( ليس عليك هداهم ) ؛ ومثل قوله عز وجل : ( فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ) . ومثل هذا - في القرآن - : [ ص: 186 ] على ألفاظ ". .

قال : وقال الشافعي رحمه [الله ] - في قوله عز وجل : ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ) . - : " ذكروا فيها معنيين : (أحدهما ) : أنه من عصى : فقد جهل ، من جميع الخلق . (والآخر ) : أنه لا يتوب أبدا : حتى يعلمه ؛ وحتى يعمله : وهو لا يرى أنه محرم . والأول : أولاهما ". .

قال : وقال الشافعي (رحمه الله ) ، - [في قوله عز وجل ] : ( وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ) . - : " معناه : أنه ليس للمؤمن أن يقتل أخاه ؛ إلا : خطأ ". .

[ ص: 187 ] قال : وقال الشافعي - في قوله عز وجل : ( قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب ) الآية. - : " قول عائشة (رضي الله عنها ) ، أثبت شيء فيه " . وذكر لي - في قولها - : حديث الزهري .

قال : وقال [الشافعي ] - في قوله عز وجل : ( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ) . - : " ليس فيه إلا قول عائشة : حلف الرجل على الشيء : يستيقنه ، ثم يجده : على غير ذلك ". .

قلت : وهذا بخلاف رواية الربيع عن الشافعي : من قول عائشة .

ورواية الربيع أصح : فهذا الذي رواه يونس عن الشافعي - : من قول عائشة . - : إنما رواه عمر بن قيس ، عن عطاء ، عن عائشة . وعمر بن [ ص: 188 ] قيس : ضعيف . وروي من وجه آخر : كالمنقطع .

والصحيح عن عطاء ، وعروة ، عن عائشة - : ما رواه في رواية الربيع ؛ والصحيح : من المذهب أيضا ؛ ما أجازه في رواية الربيع .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية