الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
(أنا ) أبو سعيد ، نا أبو العباس ، أنا الربيع ، أنا الشافعي ، قال : " جماع الوفاء بالنذر ، والعهد - : كان بيمين ، أو غيرها . - في قول الله تبارك وتعالى : ( يا أيها الذين آمنوا : أوفوا بالعقود ) ؛ وفي قوله تعالى : ( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ) ".

[ ص: 66 ] " وقد ذكر الله (عز وجل ) الوفاء بالعقود : بالأيمان ؛ في غير آية : من كتابه ؛ [منها ] : قوله عز وجل : ( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ) ؛ ثم : ( ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها ) ؛ إلى قوله : ( تتخذون أيمانكم دخلا بينكم ) الآية ؛ وقال عز وجل : ( يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق ) ؛ مع ما ذكر به الوفاء بالعهد ".

" قال الشافعي : هذا من سعة لسان العرب الذي خوطبت به ؛ فظاهره عام على كل عقد . ويشبه (والله أعلم ) : أن يكون الله (تبارك وتعالى ) أراد : [أن ] يوفوا بكل عقد - : كان بيمين ، أو غير يمين . - وكل عقد نذر : إذا كان في العقدين لله طاعة ، أو لم يكن له - فيما أمر بالوفاء منها - معصية ". .

[ ص: 67 ] واحتج : " بأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) صالح قريشا بالحديبية : على أن يرد من جاء منهم ؛ فأنزل الله (تبارك وتعالى ) في امرأة جاءته منهم مسلمة ؛ (سماها في موضع آخر : أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ) : ( إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات ) ؛ إلى : ( فلا ترجعوهن إلى الكفار ) الآية : إلى قوله : ( وآتوهم ما أنفقوا ) . ففرض الله (عز وجل ) عليهم : أن لا يردوا النساء ؛ وقد أعطوهم : رد من جاء منهم ؛ وهن منهم فحبسهن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : بأمر الله عز وجل ". .

قال : " عاهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قوما : من المشركين ؛ فأنزل الله (عز وجل ) عليه : ( براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين ) ". .

قال الشافعي - في صلح أهل الحديبية ، ومن صالح : من [ ص: 68 ] المشركين . - : " كان صلحه لهم طاعة لله ؛ إما : عن أمر الله : بما صنع ؛ نصا ؛ وإما أن يكون الله (عز وجل ) جعل [له : أن يعقد لمن رأى : بما رأى ؛ ثم أنزل قضاءه عليه : فصاروا إلى قضاء الله جل ثناؤه ] ؛ ونسخ [رسول الله صلى الله عليه وسلم ] فعله ، بفعله : بأمر الله . وكل كان : طاعة لله ؛ في وقته ". . وبسط الكلام فيه .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية