الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
(قرأت ) في كتاب : (السنن ) - رواية حرملة عن الشافعي رحمه الله - : قال : " قال الله تبارك وتعالى : ( ووصينا الإنسان بوالديه حسنا ) ؛ وقال تعالى : ( أن اشكر لي ولوالديك ) ؛ وقال جل ثناؤه : ( إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) ".

" وقال تبارك اسمه : ( فلينظر الإنسان مم خلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب ) ؛ فقيل : يخرج من صلب الرجل ، وترائب المرأة ".

" وقال : ( من نطفة أمشاج نبتليه ) ؛ فقيل (والله أعلم ) : [ ص: 189 ] نطفة الرجل : مختلطة بنطفة المرأة . (قال الشافعي ) : وما اختلط سمته العرب : أمشاجا ".

" وقال الله تعالى : ( ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك ) الآية ".

" فأخبر (جل ثناؤه ) : أن كل آدمي : مخلوق من ذكر وأنثى ؛ وسمى الذكر : أبا ؛ والأنثى : أما ".

" ونبه : أن ما نسب - : من الولد . - إلى أبيه : نعمة من نعمه ؛ فقال : ( فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ) ؛ وقال : ( يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى ) ".

" قال الشافعي : ثم كان بينا في أحكامه (جل ثناؤه ) : أن نعمته لا تكون : من جهة معصيته ؛ فأحل النكاح ، فقال : ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء ) ؛ وقال تبارك وتعالى : ( فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ) . وحرم الزنا ، فقال : ( ولا تقربوا الزنا ) ؛ مع ما ذكره : في كتابه ".

" فكان معقولا في كتاب الله : أن ولد الزنا لا يكون منسوبا إلى [ ص: 190 ] أبيه : الزاني بأمه . لما وصفنا : من أن نعمته إنما تكون : من جهة طاعته ؛ لا : من جهة معصيته ".

" ثم : أبان ذلك على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم " ؛ وبسط الكلام في شرح ذلك .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية