الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
(أنا ) أبو سعيد ، نا أبو العباس ، أنا الربيع ، قال : قال الشافعي [ ص: 26 ] (رحمه الله ) : غزا رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ، فغزا معه بعض من يعرف نفاقه : فانخزل عنه يوم أحد بثلاثمائة ".

" ثم شهدوا معه يوم الخندق : فتكلموا بما حكى الله (عز وجل ) : من قولهم : ( ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ) ".

" ثم غزا بني المصطلق ، فشهدها معه منهم ، عدد : فتكلموا بما حكى الله (عز وجل ) : من قولهم : ( لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ) ؛ وغير ذلك مما حكى الله : من نفاقهم ".

[ ص: 27 ] " ثم غزا غزوة تبوك ، فشهدها معه منهم ، قوم : نفروا به ليلة العقبة : ليقتلوه ؛ فوقاه الله شرهم . وتخلف آخرون منهم : فيمن بحضرته . ثم أنزل الله (عز وجل ) عليه ، في غزاة تبوك ، أو منصرفه منها - ولم يكن له في تبوك قتال - : من أخبارهم ؛ فقال الله تعالى : ( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم ) ؛ قرأ إلى قوله : ( ويتولوا وهم فرحون ) ".

[ ص: 28 ] " فأظهر الله (عز وجل ) لرسوله (صلى الله عليه وسلم ) : أسرارهم ، وخبر السماعين لهم ، وابتغاءهم : أن يفتنوا من معه : بالكذب والإرجاف ، والتخذيل لهم . فأخبر : أنه كره انبعاثهم ، [فثبطهم ] : إذ كانوا على هذه النية "، " فكان فيها ما دل : على أن الله (عز وجل ) أمر : أن يمنع من عرف بما عرفوا به ، من أن يغزو مع المسلمين : لأنه ضرر عليهم ".

[ ص: 29 ] " ثم زاد في تأكيد بيان ذلك ، بقوله تعالى : ( فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله ) - (صلى الله عليه وسلم ) - [قرأ ] إلى قوله تعالى : ( فاقعدوا مع الخالفين ) ". . وبسط الكلام فيه .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية