الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
(أخبرنا ) أبو سعيد بن أبي عمرو ، نا أبو العباس الأصم ، أنا الربيع ، نا الشافعي ، قال : " وزعم بعض أهل العلم بالتفسير : أن قول الله - عز وجل - : ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ) : [ ص: 206 ] أن تعدلوا بما في القلوب ؛ لأنكم لا تملكون ما في القلوب : حتى يكون مستويا " .

" وهذا - إن شاء الله - عز وجل - : كما قالوا ، وقد تجاوز الله (عز وجل ) لهذه الأمة ، عما حدثت به نفسها : ما لم تقل أو تعمل ؛ وجعل المأثم : إنما هو في قول أو فعل " .

" وزعم بعض أهل العلم بالتفسير : أن قول الله - عز وجل - : ( فلا تميلوا كل الميل ) : - إن تجوز لكم عما في القلوب - : فتتبعوا أهواءها ، فتخرجوا إلى الأثرة بالفعل : ( فتذروها كالمعلقة ) . [ ص: 207 ] وهذا - إن شاء الله تعالى - عندي : كما قالوا " .

وعنه في موضع آخر : " فقال : ( فلا تميلوا كل الميل ) : لا تتبعوا أهواءكم ، أفعالكم : فيصير الميل بالفعل الذي ليس لكم : ( فتذروها كالمعلقة ) " .

" وما أشبه ما قالوا - عندي - بما قالوا ؛ لأن الله (تعالى ) تجاوز عما في القلوب ، وكتب على الناس الأفعال ، والأقاويل . وإذا مال بالقول ، والفعل : فذلك كل الميل " .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية