الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
(أنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس ، أنا الربيع ، أنا الشافعي ، قال : قال الله - عز وجل - : ( وعاشروهن بالمعروف ) ، وقال : ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) " .

" قال : وجماع المعروف : إتيان ذلك بما يحسن لك ثوابه ، وكف المكروه " .

وقال في موضع آخر (فيما هو لي : بالإجازة عن أبي عبد الله ) : " وفرض الله : أن يؤدي كل ما عليه : بالمعروف " .

[ ص: 204 ] وجماع المعروف : إعفاء صاحب الحق من المؤنة في طلبه ، وأداؤه إليه : بطيب النفس . لا : بضرورته إلى طلبه ، ولا : تأديته : بإظهار الكراهية لتأديته " .

" وأيهما ترك : فظلم ؛ لأن مطل الغني ظلم ، ومطله تأخير الحق . قال : وقال الله - عز وجل - : ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) ، والله أعلم [أي ] : فما لهن مثل ما عليهن : من أن يؤدى إليهن بالمعروف " .

وفي رواية المزني ، عن الشافعي : " وجماع المعروف بين الزوجين : كف المكروه ، وإعفاء صاحب الحق من المؤنة في طلبه . لا : بإظهار الكراهية في تأديته . فأيهما مطل بتأخيره : فمطل الغني ظلم " .

وهذا : مما كتب إلي أبو نعيم الإسفرايني : أن أبا عوانة أخبرهم عن المزني ، عن الشافعي . فذكره .

* * *

[ ص: 205 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية