ذكر إسلام عمرو بن عبسة السلمي وما أخبره أهل الكتاب من بعث النبي صلى الله عليه وسلم 
 198  - حدثنا علي بن هارون بن محمد  قال : ثنا جعفر بن محمد الفريابي  قال : ثنا إبراهيم بن العلاء الزبيدي الحمصي  قال : ثنا  إسماعيل بن عياش ،  عن يحيى بن أبي عمرو السيباني ،  عن أبي سلام الدمشقي  وعمرو بن عبد الله الشيباني  أنهما سمعا  أبا أمامة الباهلي  يحدث حديث  عمرو بن عبسة السلمي  قال : رغبت عن عبادة آلهة قومي في الجاهلية ، ورأيت أنها الباطل ، يعبدون الحجارة لا تضر ولا تنفع ، قال : فلقيت رجلا من أهل الكتاب فسألته عن أفضل الدين ، فقال : يخرج رجل من مكة  يرغب عن آلهة قومه ، ويدعو إلى غيرها ، وهو يأتي بأفضل الدين ، فإذا سمعت به فاتبعه ، فلم يكن لي هم إلا مكة  آتيها ، فأسأل : هل حدث فيها أمر ؟ فيقولون : لا ، فأنصرف إلى أهلي وأهلي من الطريق غير بعيد ، فأعترض الركبان خارجة من مكة ،  فأسألهم : هل حدث فيها خبر أو أمر ؟ فيقولون : لا ، فإني لقاعد على الطريق إذ مر بي راكب ، فقلت : من أين جئت ؟ قال : من مكة ،  قلت : هل حدث فيها خبر ؟ قال : نعم رجل رغب عن آلهة قومه ، ودعا إلى غيرها ، قلت : صاحبي الذي أريد ،  فشددت راحلتي ، فجئت منزلي الذي كنت أنزل فيه ، فسألت عنه ، فوجدته مستخفيا بشأنه ، ووجدت قريشا عليه  [ ص: 258 ] جرآء فتلطفت له حتى دخلت عليه ، فسلمت عليه ، فقلت : ما أنت ؟ قال : نبي الله ، قلت : وما نبي الله ؟ قال : رسول الله ، قلت : ومن أرسلك ؟ قال : الله تعالى ، قلت : وبماذا أرسلك ؟ قال : " أن توصل الرحم ، وتحقن الدماء ، وتؤمن السبيل ، وتكسر الأوثان ، وتعبد الله لا تشرك به شيئا ، قال : قلت : نعم ما أرسلك به أشهدك أني آمنت بك ، وصدقت ، أفأمكث معك ؟ أم ماذا ترى ؟ قال : قد ترى كراهية الناس لما جئت به ، فامكث في أهلك ، فإذا سمعت بي قد خرجت مخرجا فاتبعني ، فلما سمعت به خرج إلى المدينة  سرت حتى قدمت عليه ، ثم قلت : يا نبي الله أتعرفني ؟ قال : نعم أنت السلمي  الذي جئتني بمكة ،  فقلت لك : كذا وكذا ، وقلت لي : كذا وكذا ، فقمت من ذلك المجلس فعرفت أنه لا يكون الدهر أفرغ منه في ذلك المجلس ، فقلت : يا نبي الله أي الساعات أسمع للدعاء ؟ قال : جوف الليل الآخر والصلاة مشهودة متقبلة " .  
				
						
						
