الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
114 - حدثنا أبو عمر العثماني عثمان بن محمد قال : ثنا أبو يزيد خالد بن النضر القرشي قال : ثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال : ثنا معتمر بن سليمان ، عن أبيه قال : لما أخذت قريش في بناء الكعبة فانتهوا إلى موضع الحجر الأسود تنازعت فيه الأرباع من تلك القبائل ، وتحاسدت : أيهم يلي رفعه ، حتى ألم أن يكون بينهم فيه أمر شديد ، فصار من أمرهم أن يحكموا أول رجل يدخل عليهم الباب من نحوهم ، وتعاقدوا بالله رب البيت أن يولوه إياه من كان ، فخرج عليهم نبي الله صلى الله عليه وسلم من ذلك الباب - أمرا اختصه الله عز وجل به - وهو يومئذ يدعى " الأمين " فقالت القبائل من قريش : هذا الأمين ابن عبد المطلب ، وهو بيننا وقد رضينا به ، فلما انتهى إليهم قال لهم : " ما أمركم هذا ؟ قالوا : يا ابن عبد المطلب تنازعنا في هذا الحجر وتحاسدنا ، فجعلناه إلى أول من يدخل علينا من هذا الباب ، فكنت أول داخل فافعل [ ص: 177 ] فيه أمرا تصلح قومك ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبا فبسطه ، ثم أخذ الحجر فوضعه فيه ، ثم أمر تلك القبائل فأخذوا بجوانب الثوب ، فرفعوه على إصلاح منهم وجماعة حتى انتهى إلى موضع الحجر ، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه بيده ، وولاه الله عز وجل ذلك قبل مبعثه بسبع سنين " .

التالي السابق


الخدمات العلمية