الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
109 - حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال : ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة [ ص: 171 ] قال : ثنا أبي وعمي أبو بكر قالا : ثنا قراد أبو نوح قال : ثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي بكر بن أبي موسى ، عن أبيه قال : خرج أبو طالب إلى الشام ، وخرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشياخ من قريش ، فلما أشرفوا على الراهب ، هبطوا ، فحلوا رحالهم ، فخرج إليهم الراهب ، وقد كان قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت قال : فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم ، حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين ، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين .

فقال له أشياخ قريش : ما أعلمك ؟ قال : إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدا ، ولا يسجد إلا لنبي ، وإني لأعرفه بخاتم النبوة بأسفل من غضروف كتفيه مثل التفاحة ، ثم صنع لهم طعاما ، فلما أتاهم به وكان هو في رعية الإبل ، قال : أرسلوا إليه ، فأقبل وعليه غمامة تظله ، فلما دنا نظروا إليه وعليه غمامة تظله ، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى الشجرة ، فلما جلس مال فيء الشجرة عليه ، قال : فبينا هو قائم عليهم يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم ، فإن الروم لو رأوه عرفوه بالصفة فقتلوه ، فالتفت فإذا هو بسبعة نفر قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم ، فقال : ما جاء بكم ؟ قالوا : إن هذا النبي الذي بلغنا أنه خارج في هذا الشهر ، فلم يبق طريق إلا وقد بعث إليه ناس ، وإنا أخبرنا خبره ، فبعثنا إلى طريقكم ، فقال لهم : هل خلفتم خلفكم أحدا هو خير منكم ؟ [ ص: 172 ] قالوا : لا إنما أخبرنا خبره ، فبعثنا إلى طريقك هذا ، قال : أفرأيتم أمرا أراد الله عز وجل أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده ؟ قالوا : لا ، فبايعوه ، فأقاموا معه ، فأتاهم ، فقال : أنشدتكم بالله أيكم وليه ؟ قال أبو طالب : أنا ، فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب ، وبعث معه بلالا وزوده الراهب من الكعك والزيت " .


التالي السابق


الخدمات العلمية