الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
185 - حدثنا القاضي أبو أحمد قال : ثنا موسى بن إسحاق قال : ثنا داود بن عمر قال : ثنا أبو راشد صاحب المغازي واسمه المثنى بن زرعة ، عن محمد بن إسحاق قال : ثنا نافع مولى ابن عمر عن عبد الله بن عمر : أن قريشا اجتمعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد ، فقال عتبة بن ربيعة لهم : دعوني حتى أقوم إليه أكلمه ، فإني [ ص: 234 ] عسى أن أكون أرفق به منكم ، فقام عتبة حتى جلس إليه فقال : يا ابن أخي أراك أوسطنا بيتا ، وأفضلنا مكانا ، وقد أدخلت على قومك ما لم يدخل رجل على قومه مثله ، فإن كنت تطلب بهذا الحديث مالا فذلك لك على قومك أن يجمع لك حتى تكون أكثرنا مالا ، وإن كنت تطلب شرفا فنحن نشرفك حتى لا يكون أحد من قومك أشرف منك ، ولا نقطع أمرا دونك ، وإن كان هذا عن ملم يصيبك فلا تقدر على النزوع منه ، بذلنا لك خزائننا حتى نعذر في طلب الطب لذلك منك ، وإن كنت تريد ملكا ملكناك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفرغت يا أبا الوليد ؟ قال : نعم فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم حم السجدة حتى مر بالسجدة ، فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعتبة ملق يده خلف ظهره حتى فرغ من قراءتها ، ثم قام عتبة ما يدري ما يرجع به إلى نادي قومه ، فلما رأوه مقبلا قالوا : لقد رجع إليكم بوجه غير ما قام من عندكم ، فجلس إليهم فقال : يا معشر قريش قد كلمته بالذي أمرتموني به ، حتى إذا فرغت كلمني بكلام لا والله ما سمعت أذناي مثله قط ، وما دريت ما أقول له ، يا معشر قريش : فأطيعوني اليوم واعصوني فيما بعده ، واتركوا الرجل واعتزلوه ، فوالله ما هو بتارك ما هو عليه ، وخلوا بينه وبين سائر العرب ، فإن يظهر عليهم يكن شرفه شرفكم ، وعزه عزكم ، وإن يظهروا عليه تكونوا قد كفيتموه بغيركم ، قالوا : صبأت يا أبا الوليد ؟ ! ! " .

التالي السابق


الخدمات العلمية