الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
رجوعه صلى الله عليه وسلم إلى مكة :

قالوا : فرجعت به أمه إلى مكة فلما كان بالأبواء توفيت آمنة بالأبواء فرجعت به أم أيمن على البعيرين اللذين قدما عليهما مكة ، وكانت تحضنه .

قالوا : وورث رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيه أم أيمن ، وخمسة أجمال أو ركب ، وقطيعة غنم ، وكانت أم أيمن تحضنه ، ولما تزوج خديجة أعتقها .

قالوا : فلما توفيت آمنة قبضه عبد المطلب ، فضمه إليه ، وكانت أم أيمن هي التي قدمت به مكة ، فرق له عبد المطلب رقة لم يرقها على ولد ، وكان يقربه ويدنيه ، وكان عبد المطلب إذا نام لم يدخل عليه أحد إعظاما له ، وإذا خلا كذلك أيضا ، وكان له مجلس لا يجلس عليه غيره ، وكان يفرش له في ظل الكعبة فراش ، ويأتي بنو عبد المطلب فيجلسون حول ذلك الفراش ينظرون إلى عبد المطلب ، ويأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يرقى على الفراش فيجلس عليه ، فيقول له أعمامه : مهلا يا محمد عن فراش أبيك ، فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك : دعوا ابني إنه [ ص: 165 ] ليؤنس ملكا ، ويقال أنه قال : إن ابني ليحدث نفسه بذلك .

قالوا : وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يلعب مع الصبيان حتى بلغ الردم ، فرآه قوم من بني مدلج فدعوه ، فنظروا إلى قدميه وإلى أثره ، ثم خرجوا في إثره فصادفوه قد لقيه عبد المطلب قد لقيه فاعتنقه ، وقالوا لعبد المطلب : ما هذا منك ؟ قال : ابني ، قالوا : احتفظ به ، فإنا لم نر قدما أشبه بالقدم الذي بالمقام منه ، فقال عبد المطلب لأبي طالب : اسمع ما يقول هذا وكان أبو طالب يحتفظ به .

التالي السابق


الخدمات العلمية