الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
182 - حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال : ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال : ثنا منجاب بن الحارث قال : ثنا علي بن مسهر ، عن الأجلح ، عن الذيال بن حرملة ، عن جابر بن عبد الله قال : اجتمعت قريش يوما فقالوا : انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر ، فليأت هذا الرجل الذي فرق جماعتنا ، وشتت أمرنا ، وعاب ديننا ، فليكلمه ، فلينظر ماذا يرد عليه ، فقالوا : ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة ، فقالوا : أنت يا أبا الوليد ، فأتاه عتبة فقال : يا محمد أنت خير أم عبد الله ؟ فسكت ، ثم قال : أنت خير أم عبد المطلب ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : أنت خير أم هاشم ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبتها ، وإن كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع قولك ، ما رأينا سخلة قط أشأم على قومك منك ، فرقت جماعتنا ، وشتت أمرنا ، وفضحتنا في العرب ، حتى لقد طار فيهم أن في قريش ساحرا ، وأن في قريش كاهنا ، والله ما ننتظر إلا مثل صيحة [ ص: 231 ] الحبلى أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف حتى نتفانى ، أيها الرجل ، إن كان إنما بك الباءة ، فاختر أي نساء قريش فلنزوجك عشرا ، وإن كان إنما بك الحاجة ، جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلا واحدا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فرغت ؟ قال : نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم حتى قرأ : فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود فقال له عتبة : حسبك ما عندك غير هذا ؟ قال : لا ، فرجع إلى قريش ، فقالوا : ما وراءك ؟ قال : ما تركت شيئا أرى أنكم تكلمونه إلا وقد كلمته ، قالوا : فهل أجابك ؟ قال : نعم ، قال : لا والذي نصبها بنية ، ما فهمت شيئا مما قال ، غير أنه قال : أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود قالوا : ويلك يكلمك رجل بالعربية لا تدري ما قال ! ! قال : لا والله ما فهمت شيئا مما قال غير ذكر الصاعقة " . [ ص: 232 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية