الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
157 - حدثنا سليمان بن أحمد قال : ثنا مسعدة بن سعد العطار ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال : ثنا عبد العزيز بن عمران قال : حدثني عبد الله وعبد الرحمن ابنا زيد بن أسلم عن أبيهما ، عن عطاء بن يسار ، عن ابن عباس رضي الله عنهما [ ص: 207 ] : أن أربد بن قيس بن جعفر بن خالد بن كلاب ، وعامر بن الطفيل بن مالك قدما المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس ، فجلسا بين يديه ، فقال عامر بن الطفيل : يا محمد ما تجعل لي إن أسلمت ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم . قال عامر : أتجعل لي الأمر إن أسلمت من بعدك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس ذلك لك ولا لقومك ، ولكن أعنة الخيل ، قال : أنا الآن في أعنة خيل نجد ، اجعل لي الوبر ولك المدر . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ، فلما قفا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عامر : أما والله لأملأنها عليك خيلا ورجالا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يمنعك الله . فلما خرج أربد وعامر قال عامر : يا أربد إني أشغل عنك محمدا بالحديث فاضربه بالسيف ، فإن الناس إذا قتلت محمدا لم يزيدوا على أن يرضوا بالدية ، ويكرهوا الحرب ، فسنعطيهم الدية ، قال أربد : أفعل ؛ فأقبلا راجعين إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عامر : يا محمد قم معي أكلمك ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمه ، وسل أربد السيف فلما وضع يده على السيف يبست على قائم السيف ، فلم يستطع سل السيف ، وأبطأ أربد على عامر بالضرب ، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أربد وما يصنع ، فانصرف عنهما ، فلما خرج عامر وأربد من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كانا بالحرة ، حرة واقم ، نزلا فخرج إليهما سعد بن معاذ وأسيد بن حضير ، فقالا : اشخصا يا عدوي الله ، لعنكما الله ، فقال عامر : من هذا يا سعد ؟ فقال : هذا أسيد بن حضير الكتائب ، قال : فخرجا حتى إذا كانا بالرقم أرسل الله على أربد صاعقة فقتلته ، وخرج عامر حتى إذا كان بالخريب أرسل الله [ ص: 208 ] عليه قرحة ، فأخذه ، فأدركه الليل في بيت امرأة من بني سلول ، فجعل يمس قرحته في حلقه ويقول : غدة كغدة البعير في بيت امرأة من بني سلول - يرغب عن أن يموت في بيتها - ثم ركب فرسه فأحضره حتى مات عليه راجعا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية