الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
222 - أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن فيما قرئ عليه ثنا الحسن بن الجهم قال : ثنا الحسين بن الفرج قال : ثنا محمد بن عمر الواقدي حدثني محمد بن عبد الله بن كثير بن الصلت ، عن ابن رومان ، وعبد الله بن أبي بكر ، وغيرهما قالوا : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم كندة في منازلهم بعكاظ ، فلم يأت حيا من العرب كان ألين منهم ، فلما رأى لينهم وقوة جبههم له ، جعل يكلمهم ويقول : أدعوكم إلى الله ، وحده لا شريك له ، وأن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم ، فإن أظهر فأنتم بالخيار ، فقال عامتهم : ما أحسن هذا القول ، ولكنا نعبد ما كان يعبد آباؤنا ، قال أصغر القوم : يا قوم اسبقوا إلى هذا الرجل قبل أن تسبقوا إليه ، فوالله إن أهل الكتاب ليحدثون أن نبيا يخرج من الحرم قد أظل زمانه ، وكان في القوم إنسان أعور ، فقال : امسكوا علي ، أخرجته عشيرته وتؤوونه أنتم ؟ تحملون حرب العرب قاطبة ؟ لا ، ثم لا ، فانصرف عنهم حزينا ، فانصرف القوم إلى قومهم ، فخبروهم ، فقال رجل من اليهود : والله إنكم مخطئون بخطئكم لو سبقتم إلى هذا الرجل لسدتم العرب ، ونحن نجد صفته في كتابنا ، فوصفه للقوم الذين رأوه كل ذلك يصدقونه بما يصف من صفته ، ثم قال : نجد مخرجه بمكة ، ودار هجرته يثرب ، فأجمع القوم ليوافوه في الموسم القابل ، فحبسهم سيد لهم عن حج تلك السنة ، فلم يواف أحد منهم ، فمات اليهودي ، فسمع عند موته يصدق بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ويؤمن به .

التالي السابق


الخدمات العلمية