53  - عن  محمد بن إسحاق ،  عن بعض أهل العلم ، أن هرقل  قال لدحية الكلبي  حين قدم عليه بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويحك ، والله إني لأعلم أن صاحبك لنبي مرسل ، وأنه للذي كنا ننتظره نجده في كتبنا ، ولكني أخاف الروم  على نفسي ، ولولا ذلك لاتبعته ، فاذهب إلى  " ضغاطر "  الأسقف فاذكر له أمره ، فهو والله في الروم أعظم مني ، وأجوز عندهم قولا ، حتى أنظر ماذا يقول . قال : فجاءه  دحية الكلبي ،  فأخبره بما جاء به من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل ،  وإلى ما يدعو إليه قال : 
 [ ص: 102 ] فقال ضغاطر :  صاحبك والله نبي مرسل نعرفه بصفته ، ونجده في كتبنا باسمه ،  قال : ثم دخل فألقى ثيابا كانت عليه سودا ، ولبس ثيابا بيضا ، ثم أخذ عصاه ، فخرج على الروم  وهم في الكنيسة ، فقال : يا معشر الروم ،  إنه قد جاءنا كتاب أحمد  يدعونا فيه إلى الله ، وإني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن أحمد  عبده ورسوله ، قال : فوثبوا إليه وثبة رجل واحد ، فضربوه حتى قتلوه ، فلما رجع دحية  إلى هرقل  وقد أخبره الخبر قال : قد قلت لك إنا نخافهم على أنفسنا ، فضغاطر  والله كان أعظم عندهم مني وأجوز قولا مني . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					