54  - حدثنا أبي قال ، : ثنا عبد الله بن محمد بن سليم  بعبادان ،  ثنا علي بن داود القنطري ،  قال : ثنا عبد الرحمن بن محمد الراسي ،  عن  مالك ،  عن  نافع ،  عن  ابن عمر ،  أن  عمر بن الخطاب ،  وجه إلى سعد  أن وجه ، نضلة بن معاوية الأنصاري  إلى حلوان العراق  ليغير على ضواحيها وليفتتحها ، قال : فوجه سعد  نضلة  في أربعمائة فارس ، فأتوا حلوان العراق ،  فأغاروا على ضواحيها ففتحوها ، فأصابوا غنيمة وسبيا ، وكان وقت الظهر ، فألجأ نضلة  الغنيمة والسبي إلى سفح الجبل ، ثم قام فأذن فقال : الله أكبر ، الله أكبر ، فسمع مجيبا من الجبل : " كبرت كبيرا يا نضلة ،  فلما أن قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، إذا مجيب يجيبه : بذلك شهد أهل السماوات والأرض ، فلما قال : أشهد أن محمدا  رسول الله ، فإذا مجيب يجيبه : نبي بعث ولا نبي بعده ، فلما أن قال : حي على الصلاة ، قال : طوبى لمن مشى إليها وواظب عليها ، فلما أن قال : حي على الفلاح ، قال : قد أفلح من أجاب محمدا  وهو البقاء لأمته ، فلما فرغ من أذانه قمنا ، فقلنا : من أنت رحمك  [ ص: 103 ] الله ؟ قال : أنا وفد الله ووفد نبيه ووفد  عمر بن الخطاب ،  فانفلق عن شيخ عليه ثوبان من الصوف ، رأسه كرأس رحاء ، فقلنا : من أنت رحمك الله ؟ قال : أنا زريب بن برثملا  وصي عيسى ابن مريم ،  أسكنني في هذا الجبل ، ودعا لي بطول الحياة إلى حين نزوله من السماء فينزل فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويتبرأ مما عليه النصارى ، أما إذ فاتني لقاء محمد  صلى الله عليه وسلم فأقرئوا  عمر بن الخطاب  مني السلام ، وقولوا : يا  عمر ،  سدد وقارب ، فقد دنا الأمر ، وأخبروه بهذه الخصال ، فإذا ظهرت في أمة محمد  فالهرب الهرب ، إذا استغنى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، وانتسبوا إلى غير مناسبهم ، وانتموا إلى غير مواليهم ، ولم يرحم كبيرهم صغيرهم ، ولم يوقر صغيرهم كبيرهم ، وترك الأمر بالمعروف ولم يؤمر به ، وترك المنكر ولم ينه عنه ، وتعلم العلماء العلم ليجلبوا إليهم الدرهم والدينار ، وكان المطر قيظا ، والولد غيظا ، وطولوا المنار ، وفضضوا المصاحف ، وزخرفوا المساجد ، وشيدوا البناء ، وباعوا الدين بالدنيا ، وقطعوا الأرحام ، وباعوا الأحكام ، وخرج الرجل من بيته ، فقام إليه من هو خير منه فسلم ، وركبت الفروج السروج ، فعند ذلك قيام الساعة ،  قال : ثم غاب عنا ، فكتب سعد  إلى  عمر  بما أفاء الله عليه ، وما كان من خبر نضلة ،  وكتب  عمر  إلى سعد :  لله أبوك ، سر أنت ومن معك من المهاجرين والأنصار ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا أن رجلا من أصحاب عيسى  نزل ذلك الجبل ، فسار سعد  في أربعة آلاف من المهاجرين والأنصار ينادي بالأذان أربعين يوما ، فلا جواب " . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					