2395 - وقائلة خولان فانكح فتاتهم وأكرومة الحيين خلو كما هيا
وخرجه الآخرون على إضمار مبتدأ تقديره: هذه خولان. الرابع: أن يكون منصوبا بإضمار فعل يفسره ما بعده، ويكون من باب الاشتغال. وقال الزمخشري: ويجوز أن يكون نصبا على "عليكم ذلكم" كقوله: "زيدا فاضربه". قال الشيخ: ولا يصح هذا التقدير لأن "عليكم" من أسماء [ ص: 582 ] الأفعال، وأسماء الأفعال لا تضمر، فتشبيهه بقولك: "زيدا فاضربه" ليس بجيد، لأنهم لم يقدروه بـ "عليك زيدا فاضربه" وإنما هذا منصوب على الاشتغال، قلت: يجوز أن يكون نحا الزمخشري نحو الكوفيين، فإنهم يجرونه مجرى الفعل مطلقا، وكذلك يعملونه متأخرا نحو: كتاب الله عليكم .
وقال أبو البقاء: "ويجوز أن يكون في موضع نصب، أي: ذوقوا ذلكم، ويجعل الفعل الذي بعده مفسرا له، والأحسن أن يكون التقدير: باشروا ذلكم فذوقوه لتكون الفاء عاطفة". قلت: ظاهر هذه العبارة الثانية أن المسألة لا تكون من الاشتغال لأنه قدر الفعل غير موافق لما بعده لفظا مع إمكانه، وأيضا فقد جعل الفاء عاطفة لا زائدة، وقد تقدم تحقيق الكلام في هذه الفاء عند قوله: وإياي فارهبون .
قوله: وأن للكافرين عذاب النار الجمهور على فتح "أن" وفيها تخريجات، أحدها: أنها وما في حيزها في محل رفع على الابتداء، والخبر محذوف تقديره: حتم استقرار عذاب النار للكافرين. والثاني: أنها خبر مبتدأ محذوف أي: الحتم أو الواجب أن للكافرين، أو الواجب أن للكافرين عذاب النار. الثالث: أن تكون عطفا على "ذلكم" في وجهيه، قاله الزمخشري، ويعني بقوله " في وجهيه " ، أي: وجهي الرفع وقد تقدما. الرابع: أن تكون في محل نصب على المعية، قال الزمخشري: أو نصب [ ص: 583 ] على أن الواو بمعنى مع، والمعنى: ذوقوا هذا العذاب العاجل مع الآجل الذي لكم في الآخرة، فوضع الظاهر موضع المضمر، يعني بقوله: "وضع الظاهر موضع المضمر"، أن أصل الكلام: فذوقوه وأن لكم، فوضع "للكافرين" موضع "لكم"، شهادة عليهم بالكفر ومنبهة على العلة. الخامس: أن يكون في محل نصب بإضمار اعلموا، قال الشاعر:
2396 - تسمع للأحشاء منه لغطا ولليدين جسأة وبددا
أي: وترى لليدين بددا، فأضمر "ترى"، كذلك فذوقوه: واعلموا أن للكافرين. وأنكره الزجاج أشد إنكار وقال: لو جاز هذا لجاز: "زيد قائم وعمرا منطلقا"، أي: وترى عمرا منطلقا، ولا يجيزه أحد.
وقرأ زيد بن علي والحسن بكسرها على الاستئناف.


