الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (15) قوله تعالى: زحفا : فيه وجهان: أحدهما: أنه منصوب على المصدر، وذلك الناصب له في محل نصب على الحال، والتقدير: إذا لقيتم الذين كفروا زاحفين زحفا، أو يزحفون زحفا. والثاني: أنه منصوب على الحال بنفسه ثم اختلفوا في صاحب الحال فقيل: الفاعل، أي: وأنتم زحف من الزحوف، أي: جماعة، أو وأنتم تمشون إليهم قليلا قليلا على حسب ما يفسر به الزحف وسيأتي. وقيل: هو المفعول أي: وهم جم كثير أو يمشون إليكم. وقيل: هي حال منهما أي: لقيتموهم متزاحفين بعضكم إلى بعض. [ ص: 584 ] والزحف: الدنو قليلا قليلا يقال: زحف يزحف إليه بالفتح فيهما فهو زاحف زحفا، وكذلك تزحف وتزاحف وأزحف لنا عدونا أي: دنوا لقتالنا. وقال الليث: الزحف: الجماعة يمشون إلى عدوهم، قال الأعشى:


                                                                                                                                                                                                                                      2397 - لمن الظعائن سيرهن تزحف مثل السفين إذا تقاذف تجدف



                                                                                                                                                                                                                                      وهذا من باب إطلاق المصدر على العين. والزحف: الدبيب أيضا من "زحف الصبي"، قال امرؤ القيس:


                                                                                                                                                                                                                                      2398 - فزحفا أتيت على الركبتين     فثوبا لبست وثوبا أجر



                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز جمعه على زحوف ومزاحف، لاختلاف النوع، قال الهذلي:


                                                                                                                                                                                                                                      2399 - كأن مزاحف الحيات فيه     قبيل الصبح آثار السياط



                                                                                                                                                                                                                                      ومزاحف جمع مزحف اسم المصدر.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "الأدبار" مفعول لـ "تولوهم".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية