الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (61) قوله تعالى: وإن جنحوا : الجنوح: الميل، وجنحت الإبل: أمالت أعناقها، قال ذو الرمة:


                                                                                                                                                                                                                                      2438 - إذا مات فوق الرحل أحييت روحه بذكراك والعيس المراسيل جنح



                                                                                                                                                                                                                                      ويقال: جنح الليل: أقبل. قال النضر بن شميل: "جنح الرجل إلى فلان ولفلان: إذا خضع له". والجنوح: الاتباع أيضا لتضمن الميل، قال النابغة يصف طيرا يتبع الجيش: [ ص: 631 ]

                                                                                                                                                                                                                                      2439 - جوانح قد أيقن أن قبيله     إذا ما التقى الجمعان أول غالب



                                                                                                                                                                                                                                      ومنه "الجوانح" للأضلاع لميلها على حشوة الشخص، والجناح من ذلك لميلانه على الطائر. وقد تقدم الكلام على شيء من هذه المادة في البقرة. وعلى "السلم".

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ أبو بكر عن عاصم هنا بكسر السين، وكذا في القتال: وتدعوا إلى السلم . وافقه حمزة على ما في القتال. و "للسلم" متعلق بـ "جنحوا" فقيل: يتعدى بها و بـ إلى. وقيل: هي هنا بمعنى إلى. وقرأ الأشهب العقيلي "فاجنح" بضم النون وهي لغة قيس، والفتح لغة تميم. والضمير في "لها" يعود على "السلم" لأنها تذكر وتؤنث. ومن التأنيث قوله:


                                                                                                                                                                                                                                      2440 - وأقنيت للحرب آلاتها     وأعددت للسلم أوزارها



                                                                                                                                                                                                                                      وقال آخر:


                                                                                                                                                                                                                                      2441 - السلم تأخذ منها ما رضيت به     والحرب يكفيك من أنفاسها جرع



                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية