الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (69) قوله تعالى: إذ جعلكم : في "إذ" وجهان أحدهما: أنه ظرف منصوب بما تضمنته الآلاء من معنى الفعل كأنه قيل: واذكروا نعم الله عليكم في هذا الوقت. ومفعول " اذكروا " محذوف لدلالة قوله بعد ذلك: فاذكروا آلاء الله، ولأن قوله: "إذ جعلكم خلفاء"، وزادكم كذا هو نفس الآلاء، وهذا ظاهر قول الحوفي. وقال الزمخشري: "إذ" مفعول اذكروا، أي: اذكروا هذا الوقت المشتمل على النعم الجسيمة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله في الخلق : يحتمل أن يراد به المصدر، بمعنى في امتداد قاماتكم، في حسن صوركم وعظم أجسامكم، ويحتمل أن يراد به معنى المفعول به أي: في المخلوقين بمعنى زادكم في الناس مثلكم بسطة عليهم، فإنه لم يكن في زمانهم مثلهم في عظم الأجرام. ورد في التفسير أن أقصرهم ستون ذراعا. وتقدم الخلاف في "بسطة" في البقرة.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: آلاء الله أي نعمه، وهو جمع مفرده "إلي" بكسر الهمزة وسكون اللام كحمل وأحمال، أو "ألي" بضم الهمزة وسكون اللام كقفل وأقفال، أو "إلى" بكسر الهمزة وفتح اللام كضلع وأضلاع وعنب وأعناب، أو "ألى" بفتحها كقفا وأقفاء، قال الأعشى:


                                                                                                                                                                                                                                      2228- أبيض لا يرهب الهزال ولا يقطع رحمي ولا يخون إلى



                                                                                                                                                                                                                                      ينشد بكسر الهمزة وهو المشهور وبفتحها ومثله "الآناء" جمع إني أو أني أو إنى أو أنى. وقال الأخفش: "إنو". والآناء: الأوقات كقوله: ومن آناء الليل وسيأتي.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 361 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية