الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (37) قوله تعالى: ليميز الله الخبيث : قد تقدم الخلاف فيه في [ ص: 603 ] آل عمران. وقوله: "ويجعل" : يحتمل أن تكون تصييرية فتنصب مفعولين، وأن تكون بمعنى الإلقاء فتتعدى لواحد، وعلى كلا التقديرين فـ "بعضه" بدل بعض من كل، وعلى القول الأول يكون "على بعض" في موضع المفعول الثاني، وعلى الثاني يكون متعلقا بنفس الجعل نحو قولك: "ألقيت متاعك بعضه على بعض". وقال أبو البقاء بعد أن حكم عليها بأنها تتعدى لواحد: "وقيل: الجار والمجرور حال تقديره: ويجعل الخبيث بعضه عاليا على بعض".

                                                                                                                                                                                                                                      واللام في "ليميز" متعلقة بيحشرون. ويقال: ميزته فتميز، ومزته فانماز. وقرئ شاذا وانمازوا اليوم ، وأنشد أبو زيد:


                                                                                                                                                                                                                                      2416 - لما نبا الله عني شر غدرته وانمزت لا منسئا غدرا ولا وجلا



                                                                                                                                                                                                                                      وقد تقدم الفرق بين هذه الألفاظ في آل عمران.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: فيركمه نسق على المنصوب قبله. والركم: جمعك الشيء فوق الشيء حتى يصير ركاما ومركوما، كما يركم الرمل والسحاب، ومنه يقولوا سحاب مركوم . والمرتكم: جادة الطريق للركم الذي فيه، أي: ازدحام السابلة وآثارهم. و "جميعا" حال. ويجوز أن يكون توكيدا عند بعضهم. [ ص: 604 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية