الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (113) قوله تعالى: قالوا إن لنا : في هذه الجملة وجهان، أظهرهما: أنها لا محل لها من الإعراب لأنها استئناف جواب لسؤال مقدر، ولذلك لم تعطف بالفاء على ما قبلها. قال الزمخشري: "فإن قلت: هلا قيل: وجاء السحرة فرعون فقالوا. قلت: هو على تقدير سائل سأل: ما قالوا إذ جاءوه؟ فأجيب بقوله: قالوا أإن لنا لأجرا"، وهذا قد سبقه إليه [ ص: 414 ] الواحدي، إلا أنه قال: "ولم يقل فقالوا، لأن المعنى لما جاءوا قالوا، فلم يصح دخول الفاء على هذا الوجه". والوجه الثاني: أنها في محل نصب على الحال من فاعل "جاءوا" قاله الحوفي.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الحرميان وحفص عن عاصم "إن" بهمزة واحدة، والباقون بهمزتين على الاستفهام. وهم على أصولهم في التحقيق والتسهيل وإدخال ألف بينهما وعدمه. فقراءة الحرميين على الإخبار، وجوز الفارسي أن تكون على نية الاستفهام يدل عليه قراءة الباقين، وجعلوا ذلك مثل قوله تعالى: وتلك نعمة تمنها علي وقول الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      2260 - أفرح أن أرزأ الكرام وأن . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .



                                                                                                                                                                                                                                      وقول الآخر:


                                                                                                                                                                                                                                      2261 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .      . . . . . . . . . . . . وذو الشيب يلعب



                                                                                                                                                                                                                                      وقد تقدم تحقيق هذا وأنه مذهب أبي الحسن. ونكر "أجرا" للتعظيم. قال الزمخشري: "كقولهم: إن له لإبلا وإن له لغنما".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: إن كنا شرط جوابه محذوف للدلالة عليه عند الجمهور، أو ما تقدم عند من يجيز تقديم جواب الشرط عليه. و "نحن" يجوز فيه أن [ ص: 415 ] يكون تأكيدا للضمير المرفوع، وأن يكون فصلا فلا محل له عند البصريين، ومحله الرفع عند الكسائي، والنصب عند الفراء.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية