الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (144) قوله تعالى: برسالاتي : أي: بسبب. وقرأ الحرميان: برسالتي بالإفراد، والمراد به المصدر أي: بإرسالي إياك، ويجوز أن يكون على حذف مضاف، أي: بتبليغ رسالتي. والرسالة: نفس الشيء المرسل به إلى الغير. وقرأ الباقون بالجمع اعتبارا بالأنواع، وقد تقدم ذلك في المائدة والأنعام. وقرأ العامة "وبكلامي" وهو محتمل أن يراد به المصدر، أي: بتكليمي إياك، فيكون كقوله وكلم الله موسى تكليما وقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      2288 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . فإن كلامها شفاء لما بيا



                                                                                                                                                                                                                                      أي: بتكليمي إياها، ويحتمل أن يكون المراد به التوراة وما أوحاه إليه من قولهم للقرآن "كلام الله" تسمية للشيء بالمصدر. وقدم الرسالة على الكلام لأنها أسبق أو ليترقى إلى الأشرف. وكرر حرف الجر تنبيها على مغايرة الاصطفاء. وقرأ الأعمش: "برسالاتي وبكلمي" جمع كلمة، وروى عنه المهدوي أيضا "وتكليمي" على زنة التفعيل، وهي تؤيد أن الكلام مصدر. وقرأ أبو رجاء "برسالتي" بالإفراد و "بكلمي" بالجمع، أي: وبسماع كلمي. [ ص: 452 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية