الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (107) وقوله تعالى: ولو شاء الله : مفعول المشيئة محذوف أي: لو شاء الله إيمانهم، وقد تقدم أنه لا يذكر إلا لغرابته. وقوله: "جعلناك" هي بمعنى صير، فالكاف مفعول أول و "حفيظا" هو الثاني، و "عليهم" متعلق به قدم للاهتمام أو للفواصل. ومفعول "حفيظا" محذوف أي: حفيظا عليهم أعمالهم. قال أبو البقاء: "هذا يؤيد قول سيبويه في إعمال فعيل" يعني أنه مثال مبالغة، وللناس في إعماله وإعمال فعل خلاف أثبته سيبويه ونفاه غيره، وكيف يؤيده وليس شيئا في اللفظ يشهد له؟

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وما أنت يجوز أن تكون الحجازية، فيكون "أنت" اسمها و "بوكيل" خبرها في محل نصب، ويجوز أن تكون التميمية فيكون "أنت" مبتدأ و "بوكيل" خبره في محل رفع، والباء زائدة على كلا التقديرين، و "عليهم" متعلق بوكيل قدم لما تقدم فيما قبله. وهذه الجملة هي في معنى الجملة قبلها; لأن معنى ما أنت وكيل عليهم هو بمعنى ما جعلناك حفيظا عليهم أي: رقيبا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية