الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 5 ] بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                          5120 - (ع) : محمد بن جعفر الهذلي مولاهم أبو عبد الله البصري ، المعروف بغندر ، صاحب الكرابيس ، وكان ربيب شعبة .

                                                                          روى عن : حسين المعلم (ت س) ، وسعيد بن أبي عروبة (م د) ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وشعبة بن الحجاج (ع) ، وجالسه نحوا من عشرين سنة ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند [ ص: 6 ] (خ م ت س) ، وعبد الملك بن جريج (م) ، وعثمان بن غياث ، وعوف الأعرابي (ت س ق) ، ومعمر بن راشد (خ) ، وهشام بن حسان (س) .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن محمد بن عرعرة (م) ، وأحمد بن حنبل (م د س ق) ، وأحمد بن عبد الله بن الحكم بن الكردي (م ت س) ، وإسحاق بن راهويه (خ) ، وبشر بن خالد العسكري (خ م س) ، وأبو بشر بكر بن خلف (ق) ، وخلف بن سالم المخرمي ، وأبو خيثمة زهير بن حرب ، وصدقة بن الفضل المروزي (خ) ، وعباس بن يزيد البحراني (ق) ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة (م) ، وعبد الله بن محمد بن المسور الزهري (س) ، وعبد الله بن محمد الأذرمي (س) ، وعبيد الله بن عمر القواريري (د) ، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة ، وعقبة بن مكرم العمي (م مد) ، وعلي ابن المديني (خ) ، وعمرو بن العباس الباهلي (خ) ، وعمرو بن علي (م س) ، قتيبة بن سعيد (ت س) ، ومحمد بن أبان (خ) ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن نافع العبدي (م) ، ومحمد بن بشار بندار (خ) ، وأبو بكر محمد بن خلاد الباهلي (م ق) ، ومحمد بن زياد الزيادي (خ) ، ومحمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد (م) ، وأبو موسى محمد بن المثنى (بخ) ، ومحمد بن الوليد البسري (خ م س ق) ، ومسدد بن مسرهد ، ونصر بن علي الجهضمي ، ويحيى بن أكثم القاضي ، ويحيى بن حكيم المقوم (س ق) ، ويحيى بن معين (خ م) ، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي (س) .

                                                                          قال أبو الحسن الميموني عن أحمد بن حنبل : غندر أسن [ ص: 7 ] من يحيى بن سعيد .

                                                                          وقال أيضا عن أحمد بن حنبل : سمعت غندرا يقول : لزمت شعبة عشرين سنة لم أكتب من أحد غيره شيئا ، وكنت إذا كتبت عنه عرضته عليه . قال أحمد : أحسبه من بلادته كان يفعل هذا ! .

                                                                          وقال عبد الخالق بن منصور : سمعت يحيى بن معين وسئل عن غندر فقال : كان من أصح الناس كتابا ، وأراد بعضهم أن يخطئه فلم يقدر عليه - كأنه يريد بذلك ثبته - ألقى إلينا ذات يوم جرابا من جرب الطيالسة ، وأحاديث ابن عيينة . فقال : اجهدوا أن تخرجوا فيه خطأ . فما وجدنا فيه شيئا ، وكان يصوم منذ خمسين سنة يوما ويوما لا .

                                                                          وقال علي ابن المديني : هو أحب إلي من عبد الرحمن في شعبة .

                                                                          وقال أيضا : قال عبد الرحمن بن مهدي : كنا نستفيد من كتب غندر في حياة شعبة .

                                                                          وقال أيضا : قال وكيع : ما فعل الصحيح الكتاب ؟ قلت : صاحب الطيالسة ؟ قال : نعم ، يعني غندرا .

                                                                          [ ص: 8 ] وقال أبو حاتم الرازي عن محمد بن أبان البلخي : قال عبد الرحمن بن مهدي : غندر في شعبة أثبت مني .

                                                                          وقال أحمد بن منصور المروزي عن سلمة بن سليمان : قال عبد الله بن المبارك : إذا اختلف الناس في حديث شعبة ، فكتاب غندر حكم بينهم .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبي عن غندر فقال : كان صدوقا ، وكان مؤديا ، وفي حديث شعبة ثقة .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" ، وقال : كان من خيار عباد الله على غفلة فيه .

                                                                          وقال أبو قلابة الرقاشي عن عبيد الله بن محمد العيشي : حدثنا بكر بن كلثوم السلمي - قال أبو قلابة : وهو جدي أبو أمي - قال : قدم علينا ابن جريج البصرة ، فاجتمع الناس عليه ، فحدث عن الحسن البصري بحديث فأنكره الناس عليه ، فقال : ما تنكرون علي فيه ، لزمت عطاء عشرين سنة ، ربما حدثني عنه الرجل بالشيء الذي لم أسمعه منه . قال العيشي : إنما سمى غندرا ابن جريج في ذلك اليوم فكان يكثر الشغب عليه . فقال : اسكت يا غندر ، وأهل الحجاز يسمون المشغب غندرا .

                                                                          أخبرنا أبو الحسن ابن البخاري قال : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد قال : أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري قال : أخبرنا أبو [ ص: 9 ] الحسين ابن المهتدي بالله قال : أخبرنا أبو الفضل بن المأمون قال : حدثنا أبو بكر ابن الأنباري قال : حدثنا محمد بن المرزبان قال : حدثنا عباس بن محمد قال : حدثنا يحيى بن معين قال : كان غندر يجلس على رأس المنارة يفرق زكاته ، فقيل له : لم تفعل هذا ؟ قال : أرغب الناس في إخراج الزكاة .

                                                                          وبه عن يحيى بن معين قال : اشترى غندر يوما سمكا ، وقال لأهله : أصلحوه . ونام ، فأكل عياله السمك ، ولطخوا يده ، فلما انتبه قال : هاتوا السمك ، قالوا : قد أكلت ، قال : لا ، قالوا : فشم يدك ، ففعل فقال : صدقتم ، ولكني ما شبعت .

                                                                          قال أبو داود ، وابن حبان : مات في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة .

                                                                          وقال محمد بن سعد : مات سنة أربع وتسعين ومائة .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية