الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          5266 - [تمييز] : محمد بن سماعة بن عبيد الله بن هلال بن وكيع بن بشر التميمي أبو عبد الله الكوفي ، كان أحد أصحاب الرأي ، وولي القضاء ببغداد .

                                                                          يروي عن : الليث بن سعد ، ومحمد بن الحسن الشيباني ، والمسيب بن شريك ، ومعلى بن خالد الرازي ، وأبي يوسف القاضي .

                                                                          [ ص: 318 ] ويروي عنه : الحسن بن محمد بن عنبر الوشاء ، ومحمد بن عمران الضبي .

                                                                          قال إسماعيل بن علي الخطبي : واستقضى الرشيد أبا يوسف صاحب أبي حنيفة على قضاء مدينة المنصور ، وتوفي وهو على قضاء القضاة ، وبقي ابنه يوسف بن أبي يوسف على قضاء مدينة المنصور حتى توفي ، فولي مكانه محمد بن سماعة التميمي .

                                                                          وقال القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري ، ومن أصحاب أبي يوسف ومحمد جميعا محمد بن سماعة ، وهو من الحفاظ الثقات ، كتب النوادر عن أبي يوسف ، ومحمد جميعا ، وروى الكتب ، والأمالي ، وولي القضاء ببغداد لأمير المؤمنين المأمون ، فلم يزل ناظرا إلى أن ضعف بصره في أيام المعتصم ، فاستعفى .

                                                                          قال يحيى بن معين : لو كان أصحاب الحديث يصدقون في الحديث كما يصدق محمد بن سماعة في الرأي ، لكانوا على نهاية .

                                                                          وقال الحافظ أبو بكر الخطيب : ولي ابن سماعة قضاء مدينة المنصور في سنة اثنتين وتسعين ومائة بعد موت يوسف بن [ ص: 319 ] أبي يوسف ، فلم يزل على القضاء إلى أن ضعف بصره على ما ذكر لي الصيمري ، لكن المأمون عزله لا المعتصم ، وضم عم له إلى إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة ، وتوفي بعد تركه القضاء بمدة طويلة .

                                                                          أخبرنا أبو العز الشيباني قال : أخبرنا أبو اليمن الكندي قال : أخبرنا أبو منصور القزاز قال : أخبرنا أبو بكر الحافظ قال : أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال : أخبرنا أبو الطيب محمد بن زيد التميمي قال : حدثنا أبو زيد المقرئ قال : حدثنا أبو الحسين زيد بن محمد قال : حدثنا جعفر بن محمد بن دهقان قال : حدثنا محمد بن عمران الضبي قال : سمعت محمد بن سماعة القاضي قال : مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوما واحدا ماتت فيه أمي ففاتتني صلاة واحدة في جماعة ، فقمت فصليت خمسا وعشرين صلاة أريد بذلك التضعيف ، فغلبتني عيني فأتاني آت ، فقال : يا محمد قد صليت خمسا وعشرين صلاة ، ولكن كيف لك بتأمين الملائكة ؟ ! .

                                                                          وبه قال : أخبرنا أبو بكر الحافظ قال : أخبرنا علي بن الحسن قال : أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال : توفي ابن [ ص: 320 ] سماعة في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين ، وله مائة سنة وثلاث سنين ، كان مولده سنة ثلاثين ومائة .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر : وذكر محمد بن جرير الطبري أنه توفي في شعبان .

                                                                          ذكرناه للتمييز بينهما .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية