الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          5338 - (د ت س) : محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن [ ص: 466 ] ابن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبو عبد الله المدني أخو إبراهيم بن عبد الله ، وموسى بن عبد الله ، وإدريس الأكبر بن عبد الله ، أمهم هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة .

                                                                          روى عن : أبيه عبد الله بن حسن بن حسن ، وأبي الزناد عبد الله بن ذكوان (د ت س) ، ونافع مولى ابن عمر .

                                                                          وروى عنه : زيد بن الحسن الأنماطي ، وعبد الله بن جعفر المخرمي ، وعبد الله بن نافع الصائغ (د ت س) ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي (د س)

                                                                          ، وهو الذي خرج بالمدينة على أبي جعفر المنصور فبعث إليه عيسى بن موسى فقتله .

                                                                          قال أبو عبيد الآجري عن أبي داود : قال أبو عوانة : إبراهيم ومحمد ابنا عبد الله بن حسن خارجيان .

                                                                          قال أبو داود : بئس ما قال ، هذا رأي الزيدية .

                                                                          وقال النسائي : ثقة .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" .

                                                                          [ ص: 467 ] وقال الزبير بن بكار : فولد عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب محمدا خرج بالمدينة على أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور ، وبيض فخرج إليه عيسى بن موسى فقتله في النصف من شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة ، وهو ابن ثلاث وخمسين سنة بالمدينة .

                                                                          وقال له هارون بن سعد العجلي : يعيب خروجه ، وكان هارون بن سعد العجلي شيعيا :


                                                                          يا أيها ذا الذي له كان ذو النية منا في الدين متبعا     أينما أنت منتهى أمل الأمة
                                                                          إذ قيل صار مبتدعا     يا لهف نفسي على تفرق ما
                                                                          قد كان منها عليك مجتمعا

                                                                          قال : وأخوه إبراهيم بن عبد الله بن حسن ، فرج بعده بالبصرة فسار إليه عيسى بن موسى فقتله سنة خمس وأربعين ومائة ، وهو ابن ثمان وأربعين سنة ، وموسى بن عبد الله اختفى بالبصرة فأخذه أمير المؤمنين المنصور ، وعفا عنه بعد أن ضربه سبعين سوطا ، وحملت به أمه وهي ابنة ستين سنة ، يقال : لا تحمل لستين سنة إلا قرشية ، ولا تحمل لخمسين سنة إلا عربية .

                                                                          وقال داود بن عبد الله الجعفري ، عن الدراوردي ، عن ابن [ ص: 468 ] أخي الزهري : تجالسنا بالمدينة أنا وعبد الله بن حسن فتذاكرنا المهدي ، فقال عبد الله بن حسن : المهدي من ولد الحسن بن علي ، فقلت : يأبى ذاك علماء أهل بيتك ، فقال عبد الله ، المهدي والله من ولد الحسن بن علي ، ثم من ولدي خاصة .

                                                                          وقال يحيى بن الحسن بن جعفر العلوي النسابة : حدثني عبد الله بن محمد ، عن حميد بن سعيد قال : لما ولد محمد بن عبد الله سر به آل محمد ، وكانوا يروون عن النبي صلى الله عليه وسلم أن اسم المهدي محمد بن عبد الله ، فأملوه ، ورجوه ، وسروا به ، ووقعت عليه المحنة ، وجعلوا يتذاكرونه في المجالس ، وتباشرت به الشيعة ، وفي ذلك يقول الشاعر :


                                                                          ليهنكم المولود آل محمد     إما هدى هادي الطريقة مهتدي
                                                                          يسؤم أمي الذل من بعد عزها     وآل أبي العاص الطريد المشرد
                                                                          فيقتلهم قتلا ذريعا وهذه     بشارة جديه علي وأحمد
                                                                          هما أنبآنا أن ذلك كائن     برغم أنوف من عداة حسد
                                                                          أمية صبرا طال ما اصطبرت لكم     بنو هاشم آل النبي محمد

                                                                          قال : وقال سلمة بن أسلم الجهني :


                                                                          إنا لنرجو أن يكون محمد إماما     به يحيا الكتاب المنزل
                                                                          به يصلح الإسلام بعد فساده     ويحيا يتيم بائس ومعول
                                                                          ويملأ عدلا أرضنا بعد ملئها     ضلالا ويأتينا الذي كنت آمل

                                                                          وقال الزبير بن بكار ، عن عمه مصعب بن عبد الله : خرج [ ص: 469 ] محمد بن عبد الله بالمدينة ، واجتمع الناس معه ، فإنما عد الذين تخلفوا عنه .

                                                                          وقال غسان بن أبي غسان الليثي ، عن أبيه : خرج ابن هرمز مع محمد بن عبد الله حمل في محفة .

                                                                          وقال : ما في قتال ، ولكن أحب أن يتأسى بي الناس .

                                                                          وقال يحيى بن الحسن بن جعفر أيضا : حدثني شيخ من قريش يكنى أبا محمد ، وهو يوم حدثني ابن ثمانين سنة فيما أخبرني قال : كان جعفر بن سليمان العباسي إذ كان واليا على المدينة قد أراد أن يجلد محمد بن عجلان ، وكان محمد بن عجلان قد خرج مع محمد بن عبد الله بن حسن فقيل له : أصلحك الله لو رأيت الحسن البصري فعل مثل هذا ، ثم ظفرت به أكنت ضاربه ؟ قال : لا ، قيل له : فإن ابن عجلان أصلحك الله في أهل المدينة مثل الحسن في أهل البصرة . فعفا عنه .

                                                                          وقال أيضا قال شداد بن عقبة الجهني : كان محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بعثني إلى اليمن في أيام بيعته فبقيت ما قضى الله لي ، ثم جئت إلى سويقة ، وقد قتل محمد بن عبد الله ، فوجدتها خلاء لا أنيس بها من أهلها ، فبت في بعض نواحيها فلما أصبحت إذا الضبع خارجه من منزل عبد الله بن حسن ، قال : فقال في ذلك شداد بن عقبة وكان منقطعا إليهم :


                                                                          إني مررت على دار فأحزنني     لما مررت عليها منظر الدار
                                                                          [ ص: 470 ] وحشاء خلاء كأن لم يغن ساكنها     للمعتفين وقطان وزوار
                                                                          من للأرامل والأيتام يجمعهم     شتى الموارد من حلس وأكوار
                                                                          مأوى الغريب وساري الليل معتسفا     وعصمة الضيف والمسكين والجار
                                                                          فيها مساكن كان الضيف يألفها     عند التنسم من نكباء مهمار
                                                                          ثم انجلت وهي قد بادت معالمها     ألقى المراسي فيها وابل سار

                                                                          وهي طويلة .

                                                                          وروي عن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن قال : حملت جدتي هند بنت أبي عبيدة بعمي محمد بن عبد الله بن حسن أربع سنين ، ثم ، ولدته على رأس الأربع .

                                                                          وقال غيره : ولد وبين كتفيه خال أسود كهيئة البيضة .

                                                                          وقال محمد بن سعد ، وأبو حاتم الرازي ، وأبو حاتم بن حبان : قتل بالمدينة سنة خمس وأربعين ومائة وهو ابن خمس وأربعين .

                                                                          [ ص: 471 ] روى له أبو داود ، والترمذي ، والنسائي حديثا واحدا ، وقد وقع لنا بعلو عنه .

                                                                          أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري ، وأحمد بن شيبان قالا : أخبرنا أبو اليمن الكندي (ح) ، وأخبرنا أبو العز الحراني قال : أخبرنا أبو حامد بن جوالق قالا : أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري قال : أخبرنا أبو محمد الجوهري قال : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد ابن الزيات قال : أخبرنا جعفر بن محمد الفريابي قال : حدثنا قتيبة قال : حدثنا عبد الله بن نافع ، عن محمد بن عبد الله بن حسن ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يعمد أحدكم في صلاته فيبرك كما يبرك الجمل " أخرجوه عن قتيبة فوافقناهم فيه بعلو ، وأخرجه أبو داود والنسائي أيضا من حديث الدراوردي عنه أتم من هذا .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية