الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 539 ] 5372 - (ع) : محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري أبو عبد الله البصري القاضي قضى بالبصرة في أيام الرشيد بعد معاذ بن معاذ العنبري ، وببغداد بعد العوفي .

                                                                          روى عن : أبان بن صمعة ، والأخضر بن عجلان ، وإسماعيل بن سليمان اليشكري الكحال ، وإسماعيل بن مسلم المكي (ق) ، وأشعث بن عبد الله بن جابر الحداني ، وأبي هانئ أشعث بن عبد الملك الحمراني (4) ، وثابت بن عمارة الحنفي ، [ ص: 540 ] وأبي الأشهب جعفر بن حيان العطاردي ، وحبيب بن الشهيد (ت س) ، وحجاج بن أبي عثمان الصواف (ت) ، وحميد الطويل (خ ت س) ، وأبي خلدة خالد بن دينار السعدي ، وزفر بن الهذيل ، وسعد بن الصلت البجلي قاضي شيراز ، وسعيد بن إياس الجريري (بخ) ، وسعيد بن أبي عروبة (خ ق) ، وسليمان التيمي (عخ) ، وشعبة بن الحجاج ، وصالح بن أبي الأخضر ، وصرد بن أبي المنازل (د) ، وعبد الله بن عون (خ) ، وأبيه عبد الله بن المثنى الأنصاري (خ ت ق) ، وعبد الأعلى بن أبي المساور ، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي (ق) ، وعبد السلام بن شداد ، وعبد الملك بن جريج (خ س) ، وعبيد الله بن الأخنس (س) ، وعبيد الله بن الحسن العنبري ، وعبيد الله بن أبي حميد (ق) ، وعثمان بن غياث ، وعمر بن الوليد الشني ، وعمران بن حدير ، وعنبسة بن سعيد الكاتب (د) ، وعيينة بن عبد الرحمن بن جوشن (ق) ، وفروة بن يونس (ق) ، وقرة بن خالد ، ومالك بن دينار ، ومحمد بن عمرو بن علقمة ، ومحمد بن فضاء الجوهري ، والنهاس بن قهم ، وهشام بن حسان (خ م س) ، وهمام بن يحيى ، وهلال بن حق .

                                                                          روى عنه : البخاري ، وأبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي ، وإبراهيم بن المستمر العروقي (ق) ، وأبو الأزهر أحمد بن الأزهر (س) ، وأحمد بن إسحاق البخاري (عخ) ، وأحمد بن حنبل (خ) ، وأحمد بن عبد الرحمن الهجري ، وأحمد بن عبيد الله بن المفضل الساباطي ، وإسحاق بن إبراهيم شاذان الفارسي ابن بنت سعد بن [ ص: 541 ] الصلت ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي ، وإسماعيل بن عبد الله الأصبهاني سمويه ، والحسن بن محمد الزعفراني (خ) ، وحفص بن عمر بن يزيد السياري ، وخليفة بن خياط (خ) ، وعبد الله بن أبي ثمامة الأنصاري ، وعبد الله بن محمد بن حاضر الرازي عبدوس ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ، وعبد الله بن محمد بن أبي قريش الثقفي ، وعبد الرحمن بن مصعب القطان ، وعبد العزيز بن معاوية القرشي ، وابنه أبو عمير عبد الكبير بن محمد بن عبد الله الأنصاري ، وأبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ، وعبد الواحد بن غياث ، وعبيد الله بن يوسف الجبيري ، وعلي ابن المديني (خ) ، وعمرو بن علي ، وقتيبة بن سعيد (خ) ، ومحمد بن أحمد بن أبي الحناجر ، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن زبد المذاري ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي (س) ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني ، ومحمد بن إسماعيل بن علية (س) ، وأبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي ، ومحمد بن بشار بندار (خ 4) ، ومحمد بن حاتم المؤدب (ت) ، ومحمد بن خالد (خ) ، ومحمد بن خزيمة البصري نزيل مصر ، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي ، ومحمد بن عبد الله بن أبي الثلج (خ) ، ومحمد بن عبد الله بن حفص بن هشام بن زيد بن أنس بن مالك ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، ومحمد بن عبد الرحمن العنبري الصيرفي [ ص: 542 ] ومحمد بن علي بن زهير الجرجاني ، وأبو موسى محمد بن المثنى (خ م د ت س) ، ومحمد بن مرزوق البصري (ت ق) ، ومحمد بن يحيى الذهلي (4) ، ومحمد بن يزيد الأسفاطي ، ومحمد بن يونس الكديمي ، ومسلم بن حاتم الأنصاري (ت) ، وأبو حاتم المهلب بن محمد بن المهلب المهلبي ، وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ، وهشام بن عبيد الله الرازي ، والوليد بن عمرو بن السكين الضبعي (ق) ، ويحيى بن جعفر البخاري (خ) ، ويحيى بن معين ، ويعقوب بن سفيان الفارسي ، ويعقوب بن شيبة السدوسي .

                                                                          قال الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي ، عن يحيى بن معين : ثقة .

                                                                          وقال أبو حاتم : صدوق .

                                                                          وقال في موضع آخر : لم أر من الأئمة إلا ثلاثة : أحمد بن حنبل ، وسليمان بن داود الهاشمي ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري .

                                                                          وقال أبو داود : تغير تغيرا شديدا .

                                                                          وقال النسائي : ليس به بأس .

                                                                          [ ص: 543 ] وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" .

                                                                          وقال زكريا بن يحيى الساجي : محمد بن عبد الله الأنصاري رجل جليل عالم لم يكن عندهم من فرسان الحديث مثل يحيى القطان ونظرائه ، غلب عليه الرأي .

                                                                          وقال في موضع آخر : حدثت عن يحيى بن معين قال كان محمد بن عبد الله الأنصاري يليق به القضاء . فقيل له : يا أبا زكريا فالحديث ؟ فقال :

                                                                          للحرب أقوام لها خلقوا وللدواوين كتاب وحساب



                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أبي وقال أبو خيثمة أنكر معاذ بن معاذ ، ويحيى بن سعيد حديث الأنصاري ، عن حبيب بن الشهيد ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس " احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرم صائم" .

                                                                          وقال الحافظ أبو بكر الخطيب فيما أخبرنا أبو العز الشيباني ، عن أبي اليمن الكندي ، عن أبي منصور القزاز عنه لم يروه عن [ ص: 544 ] حبيب هكذا غير الأنصاري ، ويقال : إنه وهم فيه ، والصواب ما أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي في كتابه إلينا من مصر قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيويه النيسابوري قال : أخبرنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي قال : أخبرنا حميد بن مسعدة ، عن سفيان يعني ابن حبيب ، عن حبيب بن الشهيد ، عن ميمون بن مهران ، عن يزيد بن الأصم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم . قال : وقد روى الأنصاري أيضا حديث يزيد بن الأصم هكذا ، ويقال : إن غلاما له أدخل عليه حديث ابن عباس .

                                                                          وبه قال : أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي قال : أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال : حدثنا محمد بن جعفر الراشدي قال : حدثنا أبو بكر الأثرم قال : سمعت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل يقول : ما كان يضع الأنصاري عند أصحاب الحديث إلا النظر في الرأي ، وأما السماع فقد سمع قال : وسمعت أبا عبد الله ذكر الحديث الذي رواه الأنصاري عن حبيب بن الشهيد ، عن ميمون ، عن ابن عباس " أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم " فضعفه . وقال : كانت ذهبت للأنصاري كتب فكان بعد [ ص: 545 ] يحدث من كتب غلامه أبي حكيم ، أراه قال وكان هذا من ذلك .

                                                                          وبه قال : أخبرنا ابن الفضل قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر قال : حدثنا يعقوب بن سفيان قال سئل علي ابن المديني ، عن حديث الأنصاري ، عن حبيب بن الشهيد ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم ، قال ليس من ذلك شيء إنما أراد حديث حبيب ، عن ميمون ، عن يزيد بن الأصم "تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة محرما" .

                                                                          وبه قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي الدقاق ، وأبو الحسن علي بن أحمد بن علي المؤدب قالا : حدثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي بالبصرة قال : حدثنا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد قال : حدثني عبد الله بن محمد بن أبان الحناط من أهل رامهرمز قال : حدثنا القاسم بن نصر المخرمي قال : حدثنا سليمان بن داود المنقري قال : وجه المأمون عبد الله بن هارون إلى محمد بن عبد الله الأنصاري خمسين ألف درهم ، وأمره أن يقسمها بين الفقهاء بالبصرة ، فكان هلال بن مسلم يتكلم عن أصحابه قال الأنصاري : وكنت أتكلم عن أصحابي ، فقال هلال : هي لي ولأصحابي ، وقلت أنا : بل هي لي ولأصحابي ، فاختلفنا فقلت لهلال : كيف تتشهد ؟ فقال هلال أومثلي يسأل [ ص: 546 ] عن التشهد ؟ فتشهد على حديث ابن مسعود فقال له الأنصاري : من حدثك به ، ومن أين ثبت عندك ؟ فبقي هلال ولم يجبه ، فقال الأنصاري : تصلي في كل يوم خمس صلوات ، وتردد فيها هذا الكلام ، وأنت لا تدري من رواه عن نبيك صلى الله عليه وسلم ، قد باعد الله بينك وبين الفقه . فقسمها الأنصاري في أصحابه .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر : وكان قد جالس في الفقه سوار بن عبد الله ، وعبيد الله بن الحسن العنبري ، وعثمان البتي ، وولي قضاء البصرة أيام الرشيد بعد معاذ بن معاذ ، وقدم بغداد فولي بها القضاء ، وحدث بها ، ثم رجع إلى البصرة فمات بها .

                                                                          وبه قال : أخبرنا علي بن أبي علي قال : أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال : أخبرني إبراهيم بن محمد بن أيوب ، عن ابن قتيبة : أن الرشيد قلد محمد بن عبد الله الأنصاري القضاء بالجانب الشرقي ، يعني من بغداد بعد العوفي في آخر خلافته ، فلما ولي محمد وهو الأمين ، عزله وولى مكانه عون بن عبد الله ، وولي محمد بن عبد الله المظالم بعد إسماعيل بن علية .

                                                                          وبه قال : أخبرنا ابن الفضل قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال : حدثنا يعقوب بن سفيان قال : سنة أربع [ ص: 547 ] عشرة ومائتين . مات محمد بن عبد الله الأنصاري قال : وسمعت الأنصاري سنة ثنتي عشرة ومائتين يقول : قد أشرفت على أربع وتسعين سنة .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر : وهم يعقوب في ذكر وفاة الأنصاري ، والصحيح ما أخبرنا الأزهري قال : أخبرنا محمد بن العباس قال : أخبرنا إبراهيم بن محمد الكندي قال : حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال : سمعت محمد بن عبد الله الأنصاري سنة ثنتي عشرة ومائتين يقول : ولدت سنة ثماني عشرة ومائة ، ولي أربع وتسعون سنة إلا شهرين ، وكان يأتي علي قبل اليوم عشرة أيام لا أشرب فيه الماء ، واليوم أشرب كل يومين ، فقيل له : كنت تشرب اللبن ؟ قال : اللبن مثل الماء ، قيل له : فعسل ؟ قال : لا . قال أبو موسى : ومات محمد بن عبد الله الأنصاري سنة خمس عشرة ومائتين . وقال أيضا : سمعت الأنصاري يقول : ما أتيت سلطانا قط إلا وأنا كاره . وبه قال قرأت على الحسن بن أبي بكر ، عن أحمد بن كامل القاضي قال : مات محمد بن عبد الله الأنصاري فيما ذكر إسماعيل بن إسحاق سنة خمس عشرة ومائتين .

                                                                          قال : وكان مولده في السنة التي ولد فيها عبد الله بن المبارك ، وهي سنة ثماني [ ص: 548 ] عشرة ومائة ، وولي القضاء ببغداد ، وكان من أصحاب زفر بن الهذيل ، وأبي يوسف .

                                                                          وبه قال : أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال : حدثنا محمد بن العباس قال : أخبرنا أحمد بن معروف قال : حدثنا الحسين بن فهم قال : حدثنا محمد بن سعد قال : لم يزل الأنصاري بالبصرة يحدث إلى أن مات بها في رجب سنة خمس عشرة ومائتين .

                                                                          [ ص: 549 ] وروى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية