الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          5234 - (ت فق) : محمد بن السائب بن بشر بن عمرو [ ص: 247 ] ابن الحارث بن عبد الحارث بن عبد العزى الكلبي أبو النضر الكوفي من بني عبد ود .

                                                                          روى عن : الأصبغ بن نباتة ، وأبي صالح باذام مولى أم هانئ (ت فق) ، وأخويه سفيان بن السائب ، وسلمة بن السائب ، وعامر الشعبي .

                                                                          روى عنه : إسماعيل بن عياش ، وجنادة بن سلم ، والحكم بن ظهير ، وحماد بن سلمة ، وخارجة بن مصعب ، وروح بن القاسم ، وسعد بن الصلت البجلي قاضي شيراز ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وسيف بن عمر التميمي ، وشعبة بن الحجاج ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى ، وعبد الملك بن جريج ، وعبد الملك بن أبي مروان الجبيلي ، وعثمان بن عمرو بن ساج ، وعلي بن علي الحميري ، وعمار بن محمد الثوري ، وعيسى بن يونس ، ومحمد بن إسحاق بن يسار (ت) ، وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير (فق) ، ومحمد بن عبيد الطنافسي ، ومحمد بن فضيل بن غزوان (فق) ، ومحمد بن مروان السدي الصغير ، ومعمر بن راشد ، وأبو المغيرة النضر بن إسماعيل ، وابنه هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، وهشيم بن بشير ، وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله ، ويحيى بن كثير أبو النضر ، ويزيد بن زريع ، ويزيد بن هارون ، ويعلى بن عبيد الطنافسي ، وأبو بكر بن عياش ، والقاضي أبو يوسف الكوفي .

                                                                          [ ص: 248 ] قال أبو بكر بن خلاد الباهلي عن معتمر بن سليمان ، عن أبيه : كان بالكوفة كذابان ، أحدهما الكلبي .

                                                                          وقال عمرو بن الحصين ، عن معتمر بن سليمان ، عن ليث بن أبي سليم : بالكوفة كذابان : الكلبي ، والسدي . يعني محمد بن مروان .

                                                                          وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : ليس بشيء .

                                                                          وقال معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين : ضعيف .

                                                                          وقال أبو موسى محمد بن المثنى : ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان عن سفيان عن الكلبي .

                                                                          وقال البخاري : تركه يحيى بن سعيد وابن مهدي .

                                                                          وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن يعلى المحاربي : قيل [ ص: 249 ] لزائدة : ثلاثة لا تروي عنهم : ابن أبي ليلى ، وجابر الجعفي ، والكلبي . قال : أما ابن أبي ليلى فبيني وبين آل ابن أبي ليلى حسن ، فلست أذكره ، وأما جابر الجعفي فكان والله كذابا يؤمن بالرجعة ، وأما الكلبي فكنت أختلف إليه فسمعته يقول يوما : مرضت مرضة فنسيت ما كنت أحفظ فأتيت آل محمد ، فتفلوا في في فحفظت ما كنت نسيت ، فقلت : والله لا أروي عنك شيئا فتركته .

                                                                          وقال الأصمعي ، عن أبي عوانة : سمعت الكلبي يتكلم بشيء من تكلم به كفر .

                                                                          وقال مرة : لو تكلم به ثانية كفر ، فسألته عنه فجحده .

                                                                          وقال عبد الواحد بن غياث ، عن ابن مهدي : جلس إلينا أبو جزء على باب أبي عمرو بن العلاء فقال : أشهد أن الكلبي كافر ، قال : فحدثت بذلك يزيد بن زريع فقال : سمعته يقول : أشهد أنه كافر . قال : فماذا زعم ؟ قال : سمعته يقول : كان جبريل يوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم لحاجة ، وجلس علي فأوحى إلى علي . قال يزيد : أنا لم أسمعه يقول هذا ، ولكني رأيته يضرب على صدره ، ويقول : أنا سبئي أنا سبئي ! قال أبو جعفر العقيلي : هم صنف من الرافضة أصحاب عبد الله بن سبأ .

                                                                          وقال واصل بن عبد الأعلى : حدثنا محمد بن فضيل عن [ ص: 250 ] مغيرة ، عن إبراهيم أنه قال لمحمد بن السائب : ما دمت على هذا الرأي لا تقربنا . وكان مرجئا .

                                                                          وقال زيد بن الحباب : سمعت سفيان الثوري يقول : عجبا لمن يروي عن الكلبي ! قال عبد الرحمن بن أبي حاتم : فذكرته لأبي ، وقلت إن الثوري قد روى عنه ، قال : كان لا يقصد الراوية عنه ، ويحكي حكاية تعجبا ، فيعلقه من حضره ، ويجعلونه رواية عنه .

                                                                          وقال وكيع : كان سفيان لا يعجبه هؤلاء الذين يفسرون السورة من أولها إلى آخرها ، مثل الكلبي .

                                                                          وقال علي بن مسهر عن أبي جناب الكلبي : حلف أبو صالح أني لم أقرأ على الكلبي من التفسير شيئا .

                                                                          وقال أبو عاصم النبيل : زعم لي سفيان الثوري قال : قال لنا الكلبي : ما حدثت ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس فهو كذب فلا ترووه .

                                                                          [ ص: 251 ] وقال الأصمعي عن قرة بن خالد : كانوا يرون أن الكلبي يزرف ، يعني يكذب .

                                                                          وقال أحمد بن سنان القطان الواسطي ، عن يزيد بن هارون : كبر الكلبي ، وغلب عليه النسيان ، فجاء إلى الحجاج ، وقبض على لحيته فأراد أن يقول : خذ من هاهنا ، يعني ما جاوز القبضة ، فقال : خذ ما دون القبضة !

                                                                          وقال أبو حاتم : الناس مجمعون على ترك حديثه لا يشتغل به هو ذاهب الحديث .

                                                                          وقال النسائي : ليس بثقة ولا يكتب حديثه .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : وللكلبي غير ما ذكرت من الحديث أحاديث صالحة ، وخاصة عن أبي صالح ، وهو معروف بالتفسير ، وليس لأحد تفسير أطول منه ولا أشبع منه ، وبعده مقاتل بن سليمان ، إلا أن الكلبي يفضل على مقاتل لما قيل في مقاتل من المذاهب الرديئة ، وحدث عن الكلبي الثوري وشعبة ، فإن كانا حدثا عنه بالشيء اليسير غير المسند ، وحدث عنه ابن عيينة [ ص: 252 ] وحماد بن سلمة ، وهشيم ، وغيرهم من ثقات الناس ، ورضوه في "التفسير" ، وأما الحديث خاصة إذا روى عن أبي صالح ، عن ابن عباس ففيه مناكير ، ولشهرته فيما بين الضعفاء يكتب حديثه .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : كتب البخاري في موضع آخر : محمد بن بشر سمع عمرو بن عبد الله الحضرمي ، سمع منه محمد بن إسحاق ، وهو الكلبي .

                                                                          قال محمد بن عبد الله الحضرمي : مات بالكوفة سنة ست وأربعين ومائة .

                                                                          [ ص: 253 ] روى له الترمذي ، وابن ماجه في "التفسير" .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية