الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          5181 - (ق) : محمد بن خالد الجندي الصنعاني المؤذن .

                                                                          [ ص: 147 ] روى عن أبان بن صالح (ق) ، عن الحسن ، عن أنس حديث : " لا مهدي إلا عيسى ابن مريم " ، وعن شبل بن عباد المكي ، وعبد الصمد بن معقل .

                                                                          روى عنه : زيد بن السكن ، ويقال : يحيى بن السكن الجندي ، وعبد الحميد بن عمر ، ومحمد ابن إدريس الشافعي (ق) ، ومنصور بن محمد بن مروان البلخي العابد .

                                                                          روى له ابن ماجه حديث المهدي ، وقد وقع لنا بعلو عنه .

                                                                          أخبرنا به أبو الفرج بن قدامة ، وأبو الحسن ابن البخاري قالا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد قال : أخبرنا أبو البركات الأنماطي قال ابن قدامة ، وأخبرنا أيضا أبو اليمن الكندي قال : أخبرنا أبو الحسن بن عبد السلام قالا : أخبرنا أبو محمد الصريفيني قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن عبدان الصيرفي قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري .

                                                                          (ح) : وأخبرنا الإمام أبو عبد الله أحمد بن حمدان بن شبيب [ ص: 148 ] ابن حمدان الحراني قال : أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قال : أخبرنا الرئيس أبو الفرج مسعود بن الحسن الثقفي بأصبهان قال : أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن منده قال : أخبرنا والدي أبو عبد الله الحافظ قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن يوسف الطرائفي بمصر ، وأحمد بن عمرو أبو الطاهر .

                                                                          قالوا : حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن إدريس الشافعي قال : حدثنا محمد بن خالد الجندي ، عن أبان بن صالح ، عن الحسن بن أبي الحسن ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : وفي حديث أبي بكر بن زياد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يزداد الأمر إلا شدة ولا الدنيا إلا إدبارا ، ولا الناس إلا شحا ، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ، ولا مهدي إلا عيسى ابن مريم " .

                                                                          قال أبو بكر بن زياد ، وهذا حديث غريب .

                                                                          رواه عن يونس بن عبد الأعلى فوافقناه فيه بعلو .

                                                                          قال أبو الحسن محمد بن الحسين الأبري الحافظ في "مناقب الشافعي" : أخبرني محمد بن عبد الرحمن الهمذاني ببغداد قال : حدثنا محمد بن مخلد ، وهو العطار قال : حدثنا أحمد بن محمد بن المؤمل العدوي قال : قال لي يونس بن [ ص: 149 ] عبد الأعلى : جاءني رجل قد وخطه الشيب سنة ثلاث عشرة يعني ومائتين عليه مبطنة ، وأزير يسألني عن هذا الحديث ، فقال لي : من محمد بن خالد الجندي ؟ فقلت : لا أدري فقال لي : هذا مؤذن الجند ، وهو ثقة . فقلت له : أنت يحيى بن معين ؟ فقال : نعم ، فقلت له : حديث ابن وهب ، فقال : ثقة ، وكان فيه تساهل .

                                                                          قال أبو الحسن الآبري : قد تواترت الأخبار استفاضت بكثرة رواتها ، عن المصطفى صلى الله عليه وسلم يعني في المهدي ، وأنه من أهل بيته ، وأنه يملك سبع سنين ، ويملأ الأرض عدلا ، وأنه يخرج عيسى ابن مريم فيساعده على قتل الدجال بباب لد بأرض فلسطين ، وإنه يؤم هذه الأمة ، وعيسى صلوات الله عليه يصلي خلفه في طول من قصته وأمره ، ومحمد بن خالد الجندي ، وإن كان يذكر عن يحيى بن معين ما ذكرته ، فإنه غير معروف عند أهل الصناعة من أهل العلم والنقل .

                                                                          وقال الحافظ أبو بكر البيهقي : هذا حديث تفرد به محمد بن خالد الجندي .

                                                                          قال أبو عبد الله الحافظ : ومحمد بن خالد رجل مجهول ، واختلفوا عليه في إسناده فرواه صامت بن معاذ قال : حدثنا يحيى بن السكن قال : حدثنا محمد بن خالد الجندي ، عن أبان بن صالح ، عن الحسن ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .

                                                                          قال صامت بن معاذ : عدلت إلى الجند مسيرة يومين [ ص: 150 ] من صنعاء ، فدخلت على محدث لهم فطلبت هذا الحديث فوجدته عنده عن محمد بن خالد الجندي ، عن أبان بن أبي عياش ، عن الحسن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                          قال البيهقي : أخبرناه أبو عبد الله الحافظ قال : حدثني أبو أحمد عبد الرحمن بن عبد الله بن يزداد الرازي المذكر من كتابه قال : حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد المصري بمصر ، قال : حدثني أبو سعيد المفضل بن محمد الجندي قال : حدثنا صامت بن معاذ الجندي فذكره .

                                                                          قال البيهقي : فرجع الحديث إلى رواية محمد بن خالد الجندي ، وهو مجهول ، عن أبان بن أبي عياش ، وهو متروك ، عن الحسن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو منقطع ، والأحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصح إسنادا ، وفيها بيان كونه من عترة النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وروى الحافظ أبو القاسم في "تاريخ دمشق" بإسناده ، عن أحمد بن محمد بن رشدين قال : حدثني أبو الحسن علي بن عبيد الله الواسطي قال : رأيت محمد بن إدريس الشافعي في المنام فسمعته يقول : كذب علي يونس في حديث الجندي حديث الحسن عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في المهدي . قال الشافعي : ما هذا من حديثي ولا حدثت به ، كذب علي يونس .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية