الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          5167 - (د ت ق) : محمد بن حميد بن حيان التميمي [ ص: 98 ] أبو عبد الله الرازي .

                                                                          روى عن : إبراهيم بن المختار (ت ق) ، وجرير بن عبد الحميد (ت) ، وحكام بن سلم (ت) ، والحكم بن بشير بن سلمان (ت ق) ، وزافر بن سليمان (ت) ، وزيد بن الحباب (ت ق) ، وسلمة بن الفضل (ت فق) ، وأبي داود سليمان بن داود الطيالسي (ت) ، وعبد الله بن عبد القدوس (ت) ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الله بن يزيد المقرئ (ت) ، وأبي زهير عبد الرحمن بن مغراء (ت) ، وأبي يحيى عبد العزيز بن عبد الله النرمقي (ت) ، وعلي بن أبي بكر الإسفذني (ت ق) ، وعلي بن مجاهد ، والفرات بن خالد الرازي ، والفضل بن موسى السيناني (ت) ، وكنانة بن جبلة ، ومحمد بن المعلى (ت) ، ومهران بن أبي عمر (ق) ، ونعيم بن ميسرة النحوي (ت) ، وأبي حفص هارون بن المثنى الحنفي ، وهارون بن المغيرة (ت) ، ويحيى بن الضريس (ت) ، وأبي تميلة يحيى بن واضح (ت) ، ويعقوب بن عبد الله القمي (د فق) .

                                                                          [ ص: 99 ] روى عنه : أبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه ، وإبراهيم بن مالك القطان ، وأحمد بن جعفر بن نصر الجمال ، وأحمد بن حنبل ، ومات قبله ، وأحمد بن خالد الرازي المعروف بالحروري ، وأحمد بن علي الأبار ، وإسحاق بن أبي عمران الإسفراييني الشافعي ، وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ ، والحسن بن علي بن شبيب المعمري ، وصالح بن محمد الأسدي الحافظ ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وعبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش الموصلي ، وهو من أقرانه ، وعبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، وعبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، والقاسم بن زكريا المطرز ، ومحمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي ، ومحمد بن أحمد بن تميم ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني ، ومحمد بن جرير الطبري ، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، ومحمد بن هارون الروياني ، ومحمد بن يحيى الذهلي ، وأبو بكر محمد بن يوسف بن يعقوب الرازي ، ويحيى بن معين ، ومات قبله .

                                                                          قال إبراهيم بن مالك القطان : سمعت محمد بن حميد يقول : دخلت بغداد فاستقبلني أحمد بن حنبل ، ويحيى فسألوني أحاديث القمي ، فوزعوا الأوراق فيما بينهم فكتبوه وقرأته [ ص: 100 ] عليهم .

                                                                          وقال أبو بكر بن المقرئ : حدثنا علي بن محمد بن الطلاس الرازي قال : حدثنا مهران قال : سمعت أبا زرعة يقول : من فاته ابن حميد يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث ، ومن فاته هشام بن عمار يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبي يقول : لا يزال بالري علم ما دام محمد بن حميد حيا . قال عبد الله : حيث قدم علينا محمد بن حميد كان أبي بالعسكر ، فلما خرج قدم أبي ، وجعل أصحابه يسألونه عن ابن حميد ، فقال لي : ما لهؤلاء يسألونني عن ابن حميد ؟ قلت : قدم ها هنا فحدثهم بأحاديث لا يعرفونها ، قال لي : كتبت عنه ؟ قلت : نعم ، كتبت عنه جزءا ، قال : اعرض علي . فعرضتها عليه ، فقال : أما حديثه عن ابن المبارك وجرير فهو صحيح ، وأما حديثه عن أهل الري فهو أعلم .

                                                                          وقال أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف الحافظ : قلت لمحمد بن يحيى الذهلي : ما تقول في محمد بن حميد ؟ قال : ألا تراني هو ذا أحدث عنه قال : وكنت في مجلس أبي بكر الصاغاني محمد بن إسحاق فقال : حدثنا محمد بن حميد [ ص: 101 ] فقلت : تحدث عن ابن حميد ؟ فقال : وما لي لا أحدث عنه وقد حدث عنه أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ؟ !

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : سئل يحيى بن معين ، عن محمد بن حميد الرازي فقال : ثقة ، ليس به بأس ، رازي كيس .

                                                                          وقال علي بن الحسين بن الجنيد الرازي : سمعت يحيى بن معين يقول : ابن حميد ثقة ، وهذه الأحاديث التي يحدث بها ليس هو من قبله ، إنما هو من قبل الشيوخ الذين يحدث عنهم .

                                                                          وقال أبو العباس بن سعيد : سمعت جعفر بن أبي عثمان الطيالسي يقول : ابن حميد ثقة ، كتب عنه يحيى ، وروى عنه من يقول فيه هو أكبر منهم .

                                                                          وقال أبو حاتم الرازي : سألني يحيى بن معين ، عن ابن حميد من قبل أن يظهر منه ما ظهر فقال : أي شيء تنقمون عليه ؟ فقلت : يكون في كتابه شيء منقول ليس هذا هكذا إنما هو كذا وكذا ، فيأخذ القلم فيغيره على ما نقول ، فقال بئس هذه الخصلة ، قدم علينا بغداد فأخذنا منه كتاب القمي ، ففرقنا الأوراق بيننا ، ومعنا أحمد بن حنبل ، فسمعناه ولم نر إلا خيرا .

                                                                          [ ص: 102 ] وقال يحيى بن أحمد بن زياد : ذكر محمد بن حميد عند يحيى بن معين فقال : ليس به بأس .

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة السدوسي : محمد بن حميد الرازي كثير المناكير .

                                                                          وقال البخاري : حديثه فيه نظر .

                                                                          وقال النسائي : ليس بثقة .

                                                                          وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : رديء المذهب غير ثقة .

                                                                          وقال فضلك الرازي : عندي عن ابن حميد خمسون ألف حديث لا أحدث عنه بحرف .

                                                                          وقال محمد بن شاذان ، عن إسحاق بن منصور الكوسج : قرأ علينا ابن حميد كتاب "المغازي" ، عن سلمة فقضي من القضاء أني صرت إلى علي بن مهران فرأيته يقرأ كتاب "المغازي" ، عن سلمة فقلت له : قرأ علينا محمد بن حميد يعني [ ص: 103 ] عن سلمة قال : فتعجب علي بن مهران وقال : سمعه محمد بن حميد مني .

                                                                          وقال أبو العباس أحمد بن محمد الأزهري : سمعت إسحاق بن منصور يقول : أشهد على محمد بن حميد ، وعبيد بن إسحاق العطار بين يدي الله أنهما كذابان .

                                                                          وقال صالح بن محمد الأسدي الحافظ : كان كل ما بلغه من حديث سفيان يحيله على مهران ، وما بلغه من حديث منصور يحيله على عمرو بن أبي قيس ، وما بلغه من حديث الأعمش يحيله على مثل هؤلاء ، وعلى عنبسة ، ثم قال : كل شيء كان يحدثنا ابن حميد كنا نتهمه فيه .

                                                                          وقال في موضع آخر : كان أحاديثه تزيد وما رأيت أحدا أجرأ على الله منه ، كان يأخذ أحاديث الناس فيقلب بعضه على بعض .

                                                                          وقال في موضع آخر : ما رأيت أحدا جبلة بالكذب من [ ص: 104 ] رجلين : سليمان الشاذكوني ، ومحمد بن حميد الرازي . كان يحفظ حديثه كله ، وكان حديثه كل يوم يزيد ! .

                                                                          وقال جعفر بن محمد بن حماد العطار : سمعت محمد بن عيسى الدامغاني يقول : لما مات هارون بن المغيرة سألت محمد بن حميد أن يخرج إلي جميع ما سمع منه ، فأخرج إلي جزازات ، فأحصيت جميع ما فيه ثلاثمائة ونيفا وستين حديثا . قال جعفر : وأخرج ابن حميد ، عن هارون بعد بضعة عشر ألف حديث .

                                                                          وقال أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي ابن أخي أبي زرعة : سألت أبا زرعة ، عن محمد بن حميد فأومأ بأصبعه إلى فمه فقلت له : كان يكذب ؟ فقال برأسه نعم ، فقلت له : كان قد شاخ لعله كان يعمل عليه ، ويدلس عليه ، فقال : لا يا بني ، كان يتعمد .

                                                                          [ ص: 105 ] وقال أبو حاتم الرازي : حضرت محمد بن حميد ، وحضره عون بن جرير فجعل ابن حميد يحدث بحديث ، عن جرير فيه شعر ، فقال عون : ليس هذا الشعر في الحديث إنما هو من كلام أبي ، فتغافل ابن حميد ، ومر فيه .

                                                                          وقال أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي : سمعت أبا حاتم محمد بن إدريس الرازي في منزله ، وعنده عبد الرحمن بن يوسف بن خراش ، وجماعة من مشايخ أهل الري ، وحفاظهم للحديث ، فذكروا ابن حميد فأجمعوا على أنه ضعيف في الحديث جدا ، وأنه يحدث بما لم يسمعه ، وأنه يأخذ أحاديث لأهل البصرة والكوفة فيحدث بها عن الرازيين .

                                                                          وقال أبو العباس بن سعيد : سمعت داود بن يحيى يقول : حدثنا عنه يعني محمد بن حميد - أبو حاتم قديما - ثم تركه بأخرة . قال : وسمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش يقول : حدثنا ابن حميد وكان والله يكذب . .

                                                                          وقال سعيد بن عمرو البرذعي : قلت لأبي حاتم : أصح ما صح عندك في محمد بن حميد الرازي أي شيء هو ؟ فقال [ ص: 106 ] لي : كان بلغني عن شيخ في الخلقانيين أو الجوالقيين أو نحو ما قال أبو حاتم : إن عنده كتابا عن أبي زهير ، فأتيته أنا وفتى من أهل الري من أصحابنا ، فأخرج إلينا ذلك الكتاب ، فنظرت فيه فإذا الكتاب ليس من حديث أبي زهير ، وهي من أحاديث علي بن مجاهد ، فأبى أن يرجع فقمت عنه ، وقلت لصاحبي : هذا كذاب لا يحسن يكذب أو نحو ما قال أبو حاتم ، قال : ثم إني أتيت محمد بن حميد بعد ذاك ، فأخرج إلي ذلك الجزء الذي رأيته عند ذلك الشيخ بعينه ، فقلت لمحمد بن حميد : ممن سمعت هذا ؟ قال : من علي بن مجاهد ، وقع الكتاب إلى حاذق لا يجهل ما بين علي إلى أبي زهير ، فكتبت منها أحاديث ، فقرأها على محمد بن حميد ، وقال فيها : حدثنا علي بن مجاهد ، فأسقط في يدي ، وتحيرت ، فأتيت الشاب الذي كان معي يوم أتيت ذلك الشيخ ، فأخذت بيده فصرنا جميعا إلى الشيخ فسألناه عن الكتاب الذي كان أخرجه إلينا يومئذ ، فقال : ليس الكتاب عندي اليوم قد استعاره مني محمد بن حميد منذ أيام . قال أبو حاتم : فبهذا استدللت على أنه كان يومئ إلى أنه أمر مكشوف .

                                                                          [ ص: 107 ] وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سمعت أبي يقول : حضرت حانوت عبدك ختن أبي عمران الصوفي أنا وأحمد بن السندي ، وعنده جزءان فقلت : هذان الجزءان لك ؟ قال نعم ، قلت : ممن سمعت ؟ قال : من أبي زهير عبد الرحمن بن مغراء ، فإذا مكتوب في أول الجزء أحاديث لمحمد بن إسحاق ، ثم على أثر ذلك شيوخ علي بن مجاهد ، والآخر من حديث سلمة بن الفضل ، وذكر الحكاية إلى آخرها نحو ما ذكر سعيد بن عمرو البرذعي .

                                                                          وقال أبو الحسن الدارقطني في كتاب "التصحيف وأخبار المصحفين" : حدثنا أحمد بن كامل القاضي قال : حدثنا محمد بن جرير قال : قرأ علينا محمد بن حميد الرازي " وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يجرحوك " .

                                                                          قال البخاري وعبد الباقي بن قانع : مات سنة ثمان وأربعين ومائتين .

                                                                          [ ص: 108 ] قال أبو داود : سمعت محمد بن حميد يقول : سمعت يعقوب يقول : كل شيء حدثتكم عن جعفر ، عن سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو مسند عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرو عنه أبو داود في السنن غير هذا .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية