الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          5280 - (ع) : محمد بن سيرين الأنصاري أبو بكر بن [ ص: 345 ] أبي عمرة البصري أخو أنس بن سيرين ، ومعبد بن سيرين ، وحفصة بنت سيرين ، وكريمة بنت سيرين مولى أنس بن مالك ، وهو من سبي عين التمر الذين أسرهم خالد بن الوليد .

                                                                          روى عن : مولاه أنس بن مالك (ع) ، وجندب بن عبد الله البجلي (م) ، وحذيفة بن اليمان (د ق) ، والحسن بن علي بن أبي طالب (س) ، وحميد بن عبد الرحمن الحميري (خ م س ق) ، [ ص: 346 ] وخالد الحذاء (د ت س) وهو من تلاميذه ، ورافع بن خديج (س) ، والربيع بن خثيم ، وزيد بن ثابت ، وسلمان بن عامر الضبي (خ س) ، وسمرة بن جندب (ت) ، وشريح القاضي ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن شقيق (م د ت س) ، وعبد الله بن عباس (خ ت س) ، وعبد الله بن عتيك (س ق) ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب (م س ق) ، وعبد الله بن يزيد الخطمي (س) ، وعبد الرحمن بن بشر بن مسعود الأنصاري (م س) ، وعبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي (ع) ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وعبيدة السلماني (ع) ، وعثمان بن أبي العاص الثقفي (س) ، وعدي بن حاتم الطائي ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وعلقمة بن قيس النخعي ، وعمرو بن أوس الثقفي (س) ، وعمرو بن وهب الثقفي (ر س) ، وعمران بن حصين الخزاعي (م) ، وقيس بن عباد (خ م) ، وكثير بن أفلح (س) ، وكعب بن عجرة (ق) ، ومسلم بن [ ص: 347 ] يسار البصري (س ق) ، ومعاوية بن أبي سفيان (س) ، وأخيه معبد بن سيرين (خ م د س) ، والمغيرة بن سلمان (س) ، ونافع مولى ابن عمر (ت ق) إن كان محفوظا ، ويحيى بن أبي إسحاق الحضرمي (س) ، وهو أصغر منه ، وأخيه يحيى بن سيرين (عس) ، وأبي غلاب يونس بن جبير (ع) ، وأبي بكرة الثقفي (د س) ، وأبي الدرداء (س) ، وأبي سعيد الخدري (س) ، وأبي العالية الرياحي (س) ، وأبي العجفاء السلمي (4) ، وأبي العلانية البصري (بخ س) ، وأبي قتادة الأنصاري (ت ق) ، وأبي المهلب الجرمي (ت ق) ، وأبي هريرة (ع) ، وأخته حفصة بنت سيرين (م د س) ، ودفرة بنت غالب الراسبية (س) ، وصفية بنت الحارث (د ت ق) ، وعائشة أم المؤمنين (د) ، وقمير امرأة مسروق بن الأجدع (س) ، وأم عطية الأنصارية (ع) .

                                                                          روى عنه : أسماء بن عبيد الضبعي (بخ) ، وأشعث بن سوار (ق) ، وأشعث بن عبد الله بن جابر ، وأشعث بن عبد الملك (د ت س) ، وأيوب السختياني (ع) ، وبسطام بن مسلم (ل) ، وثابت البناني ، وجرير بن حازم (خ م) ، وحبيب بن الشهيد (د سي) ، والحسن بن ذكوان (صد) ، وخالد الحذاء (خ م ت س) ، وداود [ ص: 348 ] ابن أبي هند (م) ، والربيع بن صبيح ، وزربي أبو يحيى (ق) ، والسري بن يحيى ، وسعيد بن أبي صدقة (د) ، وسلمة بن علقمة (خ م د س ق) ، وسليمان التيمي ، وعاصم الأحول (خ م) ، وعامر الشعبي ، وهو من أقرانه ، وعبد الله بن شبرمة ، وعبد الله بن صبيح (س) ، وعبد الله بن عون (خ م د س ق) ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي (ق) ، وعثمان بن سعد الكاتب (ت) ، وعقبة بن عبد الله الأصم ، وعلي بن زيد بن جدعان ، وعمارة بن مهران المعولي (بخ) ، وعمران بن خالد الخزاعي ، وعمران القطان (خت) ، وعوف الأعرابي (خ 4) ، وغالب القطان (خت) ، وقتادة بن دعامة (م د ت س) ، وقرة بن خالد السدوسي (خ م ت س ق) ، وكثير بن شنظير (ق) ، وليث بن أنس بن زنيم الليثي ، ومالك بن دينار (د ت ق) ، وأبو رجاء محمد بن سيف الأزدي ، ومنصور بن زاذان (د ت س) ، ومهدي بن ميمون (خ) ، وهارون بن إبراهيم الأهوازي (س) ، وهشام بن حسان (ع) ، ويحيى بن عتيق (عخ م د س) ، ويزيد بن إبراهيم التستري (خ د ت س) ، ويزيد بن أبي سعيد النحوي (س) ، ويزيد بن طهمان (د ق) ، ويوسف بن عبدة (ت) ، ويونس بن عبيد (ع) ، وأبو بكر الهذلي (ق) ، وأبو معان .البصري (ت) ، وأبو هلال الراسبي (خت د ق) .

                                                                          قال فضيل بن عياض : قلت لهشام بن حسان : كم أدرك الحسن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال : عشرين ومائة . قلت : فابن سيرين ؟ قال : ثلاثين .

                                                                          [ ص: 349 ] وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : سمع من أنس ، وابن عمر ، وعمران بن حصين ، وأبي هريرة ، ولم يسمع من ابن عباس شيئا . كلها يقول : نبئت عن ابن عباس .

                                                                          وقال شعبة ، عن خالد الحذاء : كل شيء قال محمد : نبئت عن ابن عباس ، إنما سمعه من عكرمة ، لقيه أيام المختار بالكوفة .

                                                                          وقال البخاري : حج ابن سيرين زمن ابن الزبير ، فسمع منه ، ودخل الكوفة فسمع علقمة ، والربيع بن خثيم ، وسمع زيد بن ثابت ،

                                                                          ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان ، وهو أكبر من أخيه أنس .

                                                                          وقال الأنصاري ، عن عبد الله بن عون : كان محمد يحدث [ ص: 350 ] بالحديث على حروفه .

                                                                          وقال عون بن عمارة ، عن هشام بن حسان : حدثني أصدق من أدركت من البشر محمد بن سيرين .

                                                                          وقال أبو طالب ، عن أحمد بن حنبل : محمد بن سيرين من الثقات .

                                                                          وقال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : ثقة .

                                                                          وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : سمع من ابن عمر حديثا واحدا .

                                                                          وقال العجلي : بصري تابعي ثقة ، وهو من أروى الناس عن شريح وعبيدة ، وإنما تأدب بالكوفيين أصحاب عبد الله ، وإخوته : معبد ، ويحيى ، وأنس ، وحفصة أم الهذيل : تابعيون ثقات .

                                                                          [ ص: 351 ] وقال محمد بن سعد : كان ثقة مأمونا ، عاليا ، رفيعا ، فقيها ، إماما ، كثير العلم ، ورعا ، وكان به صمم .



                                                                          وقال علي ابن المديني : أصحاب أبي هريرة هؤلاء الستة : سعيد بن المسيب ، وأبو سلمة ، والأعرج ، وأبو صالح ، ومحمد بن سيرين ، وطاوس ، وكان همام بن منبه يشبه حديثه حديثهم إلا أحرفا .

                                                                          وقال سليم بن أخضر ، عن ابن عون : كان محمد بن سيرين لا يرفع من حديث أبي هريرة إلا ثلاثة أحاديث : حاكم أهل اليمن ، وصلى النبي صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي ، والآخر نسيه .

                                                                          وقال حماد بن زيد ، عن عاصم الأحول : سمعت مورقا العجلي يقول : ما رأيت رجلا أفقه في ورعه ، ولا أورع في فقهه من محمد بن سيرين .

                                                                          قال : وقال أبو قلابة : اصرفوه حيث شئتم . فلتجدنه أشدكم ورعا وأملككم لنفسه .

                                                                          وقال معتمر بن سليمان ، عن ابن عون : كان محمد من أرجى الناس لهذه الأمة ، وأشد الناس إزرا على نفسه .

                                                                          [ ص: 352 ]

                                                                          وقال معاذ بن معاذ ، عن ابن عون : لم أر في الدنيا مثل ثلاثة : محمد بن سيرين بالعراق ، والقاسم بن محمد بالحجاز ، ورجاء بن حيوة بالشام ، ولم يكن في هؤلاء مثل محمد .

                                                                          وقال بشر بن عمر الزهراني ، عن أم عباد امرأة هشام بن حسان ، قالت : كنا نزولا مع ابن سيرين في الدار ، فكنا نسمع بكاءه بالليل ، وضحكه ومزاحه بالنهار .

                                                                          وقال ابن عون ، عن محمد بن سيرين : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه .

                                                                          أخبرنا بذلك أحمد بن أبي الخير قال : أنبأنا أبو المكارم اللبان ، وأبو الحسن الجمال قالا : أخبرنا أبو علي الحداد قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : حدثنا محمد بن أحمد بن علي قال : حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء قال : حدثنا ابن عون ، فذكره .

                                                                          وقال حماد بن زيد ، عن شعيب بن الحبحاب : كان عامر الشعبي يقول لنا : عليكم بذاك الأصم ، يعني : محمد بن سيرين .

                                                                          [ ص: 353 ] وقال حماد بن زيد ، عن عثمان البتي : لم يكن بهذه البصرة أحد أعلم بالقضاء من محمد بن سيرين .

                                                                          وقال عبد الله بن شوذب : دخلت على ابن سيرين بواسط ، فما رأيت أحدا أجرأ على رؤيا منه ، ولا أجبن من فتيا منه .

                                                                          وقال عبد الرزاق ، عن معمر : كان أيوب يقول : إنه ليعز علي أن أسمع لمحمد حديثا لم أسمعه منه .

                                                                          قال معمر : وإنه ليعز علي أن أسمع لأيوب حديثا لم أسمعه منه .

                                                                          قال إسماعيل بن علية : كنا نسمع أن ابن سيرين ولد في سنتين بقيتا من إمارة عثمان .

                                                                          وقال الهيثم بن عدي ، وقعنب بن المحرر وغير واحد : مات سنة عشر ومائة .

                                                                          وقال عبد الله بن شوذب : مات ابن سيرين بعد الحسن بمائة ليلة .

                                                                          وقال حماد بن زيد : مات الحسن في أول يوم من رجب [ ص: 354 ] سنة عشر ومائة ، وصليت عليه ، ومات محمد لتسع مضين من شوال سنة عشر ومائة .

                                                                          وقال ابن حبان : مولده لسنتين بقيتا من خلافة عثمان ، وكان أنس كاتب أباه سيرين على عشرين ألف درهم ، وكان محمد بن سيرين من أورع أهل البصرة ، وكان فقيها فاضلا حافظا متقنا يعبر الرؤيا ، رأى ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، مات في شوال سنة عشر ومائة بعد الحسن بمائة يوم وهو ابن سبع وسبعين سنة ، وصلى عليه النضر بن عمرو المقرائي الشامي ، وكان كاتب أنس بن مالك بفارس .

                                                                          [ ص: 355 ] روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية