الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          5375 - (ع) : محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن [ ص: 555 ] عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة القرشي الزهري أبو عبد الله المدني ابن أخي الزهري .

                                                                          روى عن : صالح بن عبد الله بن أبي فروة ، وأبيه عبد الله بن مسلم الزهري (ت) ، وعمه محمد بن مسلم بن شهاب الزهري (ع) .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن سعد (س) ، وأصرم بن حوشب ، وأمية بن خالد الأزدي (سي) ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي (ت) ، وعبد الرحمن بن إسحاق المدني ، ومات قبله ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، وعبد العزيز بن أبي ثابت الزهري ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي ، ومحمد بن إسحاق بن يسار ، وهو أكبر منه ، ومحمد بن عمر الواقدي ، ومعن ابن عيسى القزاز ، ويحيى بن علي بن عبد الحميد الكناني ، ويحيى بن محمد بن عباد بن هانئ الشجري ، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد ، ويعقوب بن محمد الزهري ، وأبو أويس المدني ، وأبو قتادة بن يعقوب بن عبد الله بن ثعلبة بن صعير العذري .

                                                                          قال أبو طالب عن أحمد بن حنبل : لا بأس به .

                                                                          وقال غيره عن أحمد بن حنبل : صالح الحديث .

                                                                          [ ص: 556 ] وقال عثمان بن سعيد الدارمي ، عن يحيى بن معين : ضعيف .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين : ليس بذاك القوي . وقال مرة أخرى : صالح .

                                                                          وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : ابن أخي الزهري أحب إلي من محمد بن إسحاق في الزهري .

                                                                          قال أبو جعفر العقيلي : ومحمد بن إسحاق عند يحيى بن معين ضعيف ، لا يحتج بحديثه . قال : وأما محمد بن يحيى النيسابوري فجعله في الطبقة الثانية من أصحاب الزهري مع أسامة بن زيد ، ومحمد بن إسحاق ، وأبي أويس ، وفليح ، وعبد الرحمن بن إسحاق ، وهؤلاء كلهم في حال الضعف والاضطراب . قال : وقال محمد بن يحيى : إذا اختلف أصحاب الطبقة الثانية كان المفزع إلى أصحاب الطبقة الأولى في اختلافهم ، فإن لم يوجد عندهم بيان ففيما روى هؤلاء يعني الطبقة الثانية ، وفيما روى يعني [ ص: 557 ] أصحاب الطبقة الثالثة تعرف بالشواهد والدلائل . قال : وقد روى ابن أخي الزهري ثلاثة أحاديث لم نجد لها أصلا عند أهل الطبقة الأولى ولا الثانية ولا الثالثة فذكر حديثه عن عمه ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبي هريرة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كل أمتي معافى إلا المجاهرين ..." الحديث .

                                                                          قال : وقد روى هذا الحديث أبو بكر بن عياش ، عن مبشر السعيدي ، عن ابن شهاب هكذا ، ولعل مبشرا هذا أخذه عنه لأنه لا يعرف له عن الزهري غيره ، ولا له ذكر في طبقات أصحاب الزهري ، وذكر حديثه عن عمه عن سالم : سمعت أبا هريرة يقول إذا خطب : " كل ما هو آت قريب لا بعد لما هو آت ..." الحديث .

                                                                          ذكره هكذا موقوفا من رواية إبراهيم بن سعد ، ومن رواية ابنه يعقوب بن إبراهيم بن سعد عنه .

                                                                          وذكره من رواية الواقدي عنه مرفوعا ، ثم قال : وإن الواقدي ليأتي عنه بمناكير عن الزهري وغيره ، وهو أروى الناس عنه ، وذكر حديثه ، عن امرأته أم الحجاج بنت محمد بن مسلم قالت : كان أبي يأكل بكفه فقلت لو أكلت بثلاثة أصابع قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل بكفه كلها . رواه العقيلي ، عن جده ، عن حمزة بن رشيد الباهلي ، عن إبراهيم بن سعد عنه ، ثم قال : وهذه الثلاثة أحاديث لم يتابع ابن أخي الزهري عليها أحد .

                                                                          وقال أبو حاتم : ليس بقوي يكتب حديثه .

                                                                          [ ص: 558 ] وقال أبو عبيد الآجري : سئل أبو داود عن ابن أخي الزهري فقال : لم أسمع أحدا يقول فيه بشيء ، إلا أن أحمد بن صالح حكى عن ابن أبي أويس . قال أبو داود : طوبى لابن أبي أويس أن يقاربه .

                                                                          وقال مرة أخرى : سألت أبا داود عنه فقال : ثقة سمعت أحمد يثني عليه ، وأخبرني عباس عن يحيى بالثناء عليه .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : روى عنه يعقوب بن إبراهيم بن سعد نسخة عن عمه الزهري ، وروى عن ابن أخي الزهري محمد بن إسحاق ، ولم أر بحديثه بأسا ، ولا رأيت له حديثا منكرا ، فأذكره إذا روى عنه ثقة .

                                                                          وقال الواقدي : سألت ابن أخي الزهري كيف : سمعت هذا الحديث من عمك ؟ قال : كنت معه حيث أمره هشام بن عبد الملك أن يكتب له حديثه ، وأجلس له كتابا يملي عليهم ويكتبون ، فكنت أحضر ذلك ، فربما عرضت لي الحاجة فأقوم فيها فيمسك عمي عن الإملاء حتى أعود إلى مكاني .

                                                                          قال الواقدي : وقتله غلمانه بأمر ابنه بأمواله بناحية شغب وبدا ، وكان ابنه سفيها شاطرا قتله للميراث ، وذلك في آخر خلافة أبي جعفر سنة اثنتين وخمسين ومائة ، ثم وثب عليه غلمانه فقتلوه [ ص: 559 ] أيضا بعد سنين ، وليس له عقب ، وكان كثير الحديث صالحا .

                                                                          وقال أبو حاتم بن حبان : مات سنة سبع وخمسين ومائة .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية