الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          5364 - (ق) : محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ابن [ ص: 517 ] عفان القرشي الأموي أبو عبد الله المدني المعروف بالديباج أخو القاسم بن عبد الله ، أمه فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب ، وهو أخو عبد الله بن حسن بن حسن لأمه ، وسمي الديباج لحسن وجهه .

                                                                          روى عن : جعفر بن عمرو بن أمية الضمري ، وخارجة بن زيد بن ثابت (ق) على خلاف فيه ، وطاوس بن كيسان ، وأبي الزناد عبد الله بن ذكوان ، وأبيه عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان ، ومحمد بن عبد الرحمن بن لبيبة ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، ومحمد بن المنكدر ، والمطلب بن عبد الله بن حنطب ، ونافع مولى ابن عمر ، وأمه فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب (ق) .

                                                                          روى عنه : أسامة بن زيد الليثي ، وبشر بن محمد الأموي ، وخالد بن إلياس ، وسالم الخياط ، وأبو أيوب سليمان بن الحجاج الطائفي ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند (ق) ، وعبد الله بن عامر الأسلمي ، وعبد الله بن عنبسة العثماني ، وعبد الرحمن بن إسحاق المدني ، وعبد الرحمن بن أبي الزناد (ق) ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي ، وعمارة بن غزية ، ومحمد بن معن الغفاري ، ومحمد [ ص: 518 ] ابن موسى الفطري ، ومنصور بن سلمة الليثي المدني ، ويحيى بن سليم الطائفي ، ويوسف بن يعقوب بن الماجشون ، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (ق) ، وهو أكبر منه .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة .

                                                                          وقال النسائي : ثقة .

                                                                          وقال في موضع آخر : ليس بالقوي .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" . وقال : في حديثه عن أبي الزناد بعض المناكير .

                                                                          وقال علي ابن المديني : هو أخو عبد الله بن حسن بن حسن لأمه ، وكان يقال له الديباج ، وأمه فاطمة بنت الحسين .

                                                                          وقال الحافظ أبو بكر الخطيب فيما أخبرنا أبو العز الشيباني ، عن أبي اليمن الكندي ، عن أبي منصور القزاز عنه : كانت فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب عند الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، فولدت له عبد الله وحسنا ، ثم مات عنها فخلف عليها بعده عبد الله بن عمرو بن عثمان ، فولدت له الديباج ، وكان جوادا ممدحا ظاهر المروءة .

                                                                          [ ص: 519 ] وبه قال : أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال : أخبرنا محمد بن الحسن النقاش أن الحسن بن سفيان أخبرهم قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر قال : أخبرنا محمد بن معن الغفاري قال : حدثني محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال : جمعتنا أمنا فاطمة بنت الحسين بن علي فقالت : يا بني إنه والله ما نال أحد من أهل السفه بسفههم شيئا ، ولا أدركوه من لذاتهم إلا وقد ناله أهل المروءات بمروءاتهم فاستتروا بجميل ستر الله عز وجل .

                                                                          وبه قال : أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال : أخبرنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي قال : حدثنا جدي قال : حدثني إسماعيل بن يعقوب قال : سمعت عمي عبد الله بن موسى يقول : كان عبد الله بن الحسن يقول : أبغضت محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان أيام ولد بغضا ما أبغضته أحدا قط ، ثم كبر ، وبرني فأحببته حبا ما أحببته أحدا قط .

                                                                          وبه قال : أخبرنا علي بن عبد العزيز الظاهري قال : أخبرنا علي بن عبد الله بن العباس بن المغيرة الجوهري قال : حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي قال : حدثني الزبير بن بكار قال : حدثني عبد الملك بن عبد العزيز ، عن أبي السائب قال : [ ص: 520 ] احتجت إلى لقحة فكتبت إلى محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان أسأله أن يبعث إلي بلقحة فإني لعلى بابي إذا أنا بزجل إبل ، وإذا فيها عبد يزجر بها ، فقلت له : يا هذا ليس ها هنا الطريق ، فقال : أردت أبا السائب ، فقلت : فأنا أبو السائب فدفع إلي كتاب محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، فإذا فيه : أتاني كتابك تطلب لقحة ، وقد جمعت ما كان بحضرتنا منها ، وهي تسع عشرة لقحة ، وبعثت معها بعبد راع ، وهي بدن ، وهو حر إن رجع مما بعثت به شيء في مالي أبدا . قال : فبعت منهن بثلاثمائة دينار سوى ما احتبست لحاجتي .

                                                                          إلى هنا عن الحافظ أبي بكر الخطيب ، عن شيوخه .

                                                                          وأخبرنا أبو الحسن ابن البخاري قال : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون قال : أخبرنا أبو جعفر ابن المسلمة قال : أخبرنا أبو طاهر المخلص قال : أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي قال : حدثنا الزبير بن بكار قال : حدثني عثمان بن عبد الرحمن ، عن أبي العلاء بن وثاب قال : قدم ابن ميادة الرماح بن أبرد المدينة زائرا لعبد الواحد بن سليمان ، وهو أمير المدينة ، فكان عنده ليلة في سمره ، فقال عبد الواحد لأصحابه : إني أهم أن أتزوج أفلا تبغوني أيما ، فقال له الرماح : أنا أدلك أصلحك الله أيها الأمير قال : [ ص: 521 ] وعلى من يا أبا الشرحبيل ؟ قال : قدمت عليك أصلحك الله فلما دخلت مسجدكم إذا أشبه شيء به وبمن فيه الجنة وأهلها ، فوالله لبينا أنا فيه أمشي إذ قادتني رائحة عطر رجل وقفت عليه ، فلما وقع عليه بصري استلهاني حسنه ، فما أقلعت عنه حتى تكلم ، فما زال يتكلم كأنما يتلو زبورا ، أو يدرس إنجيلا ، أو يقرأ قرآنا ، حتى سكت ، فلولا معرفتي بالأمير ما شككت أنه هو خرج من داره إلى مصلاه ، فسألت من هو ؟ فأخبرت أنه بين الحيين للخليفتين ، وأنه قد نالته ولادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لها ساطع من غرته في ذؤابته ، نعم حشو الرجل ، وابن العشيرة ، إن اجتمعت أنت وهو على ولد ساد العباد وجاب ذكره البلاد . قال : فلما قضى ابن ميادة كلامه قال عبد الواحد ومن حضره : ذاك محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان ، ولفاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب يا أبا الشرحبيل ، فقال ابن ميادة :


                                                                          لهم تبرة لم يعطها الله غيرهم وكل عطاء الله فضل مقسم



                                                                          وبه قال : حدثنا الزبير بن بكار قال : وأنشدني سليمان بن عياش السعدي لأبي وجزة السعدي يمدح محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان :

                                                                          [ ص: 522 ]

                                                                          وجدنا المحض الأبيض من قريش     فتى بين الخليفة والرسول
                                                                          أتاك المجد من هنا وهنا     وكنت له بمعتلج السيول
                                                                          فما للمجد دونك من مبيت     وما للمجد دونك من مقيل
                                                                          ولا ممضى وراءك تبتغيه     وما هو قابل بك من بديل
                                                                          فدى لك من يصد الحق عنه     ومن يرضي أخاه بالقليل
                                                                          فلولا أنت ما رحلت ركابي     مؤثلة وما حمدت رحيلي



                                                                          قال محمد بن سعد : مات في حبس أبي جعفر .

                                                                          وقال البخاري : حدثني إبراهيم بن المنذر قال : حدثنا معن قال أخذ أبو جعفر محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان في سنة خمس وأربعين يعني ومائة ، وزعموا أنه قتله ليلة جاءه خروج محمد بن عبد الله بن حسن بالمدينة .

                                                                          وقال عبد الباقي بن قانع ، وأبو حاتم بن حبان : قتله أبو جعفر المنصور سنة خمس وأربعين ومائة ، وبعث برأسه إلى [ ص: 523 ] خراسان .

                                                                          روى له ابن ماجه .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية