الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          5408 - (ع) : محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب ، واسمه هشام بن شعبة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري أبو الحارث المدني ، أمه بريهة بنت عبد الرحمن ، وخاله الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذئب .

                                                                          [ ص: 631 ] قاله مصعب بن عبد الله الزبيري .

                                                                          روى عن : إسحاق بن يزيد الهذلي (د ت ق) ، والأسود بن العلاء بن جارية الثقفي (س) ، وأسيد بن أبي أسيد البراد (ت س ق) ، وجبير بن أبي صالح (بخ) ، وخاله الحارث بن عبد الرحمن القرشي (4) ، والحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (س) ، والحكم بن مسلم بن الحكم السالمي (مد) ، والزبرقان بن عمرو بن أمية الضمري (س ق) ، وسعيد بن خالد القارظي (د س ق) ، وسعيد بن أبي سعيد المقبري (خ م) ، وسعيد بن سمعان (ر د ت س) ، وسليمان بن عبد الرحمن بن ثوبان (س) ، وشرحبيل بن سعد مولى الأنصار (د) ، وشعبة مولى ابن عباس (د) ، وصالح بن حسان (مد) ، وصالح بن أبي حسان (س) ، وصالح بن كثير (مد) ، وصالح بن نبهان (د تم ق) مولى التوأمة ، وأبي الزناد عبد الله بن ذكوان ، وعبد الله بن السائب بن يزيد (بخ د ت) ، وعبد الرحمن بن عطاء المدني (د ت) ، وابنه عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب ، وعبد الرحمن بن مهران (د ق) مولى بني هاشم ، وعبد العزيز بن عبد الله العمري (س) ، وعبد العزيز بن عياش (س) ، وعبيد بن سلمان الأعرج ، وعثمان بن عبد الله بن سراقة (خ) ، وعثمان بن محمد الأخنسي (س) ، وعجلان مولى المشمعل (س) ، وعقبة بن عبد الرحمن بن [ ص: 632 ] أبي معمر (ق) ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وعمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام (س) ، وقارظ بن شيبة (د ق) ، والقاسم بن عباس (م د ت سي ق) ، وأبي جابر محمد بن عبد الرحمن البياضي ، ومحمد بن عمرو بن عطاء (س ق) ، ومحمد بن قيس المدني (س ق) ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (خ م د س ق) ، ومحمد بن المنكدر (خ س) ، ومحمد بن فلان بن طلحة (بخ) ، ومخلد بن خفاف الغفاري (4) ، ومسلم بن جندب الهذلي (عخ تم) ، وأخيه المغيرة بن عبد الرحمن بن أبي ذئب ، والمنذر بن أبي المنذر (سي) ، ومهاجر بن مسمار (م) ، ونافع بن أبي نافع البزاز (د ت س) ، ونافع مولى ابن عمر (خ م ق) ، ويزيد [ ص: 633 ] ابن خصيفة ، ويزيد بن عبد الله بن قسيط (خ د ت س) ، وأبي المعتمر ابن عمرو بن رافع المدني (د ق) ، وأبي الوليد مولى عمرو بن خداش .

                                                                          روى عنه : أحمد بن عبد الله بن يونس (د) ، وآدم بن أبي إياس (خ) ، وإسحاق بن سليمان الرازي (ق) ، وإسحاق بن محمد الفروي (د) ، وأسد بن موسى (خت) ، وبهلول بن مورق ، وحجاج بن محمد الأعور (مق س) ، وحسين بن محمد المروذي ، وحماد بن خالد الحناط (د ت) ، وحماد بن مسعدة (د) ، وروح بن عبادة ، وسعد بن إبراهيم بن سعد (س) ، وسفيان الثوري ، وهو من أقرانه ، وشبابة بن سوار (م د ق) ، وشعيب بن إسحاق الدمشقي (د) ، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد (س) ، وعاصم بن علي بن عاصم الواسطي (خ) ، وعبد الله بن رجاء المكي ، وعبد الله بن المبارك (خ سي) ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي (س) ، وعبد الله بن نافع الصائغ (د) ، وعبد الله بن نمير (م) ، وعبد الله بن وهب (م س) ، وعبد الرحمن بن أبي الرجال (س) ، وعثمان بن عبد الرحمن الحراني الطرائفي (د) ، وعثمان بن عثمان الغطفاني (س) ، وعثمان بن عمر بن فارس (خ سي) ، وعلي بن الجعد ، وعمر بن حبيب القاضي (ق) ، وعيسى بن المغيرة (بخ) ، وغسان بن عبيد ، وأبو نعيم الفضل بن دكين (خ) ، والقاسم بن يزيد الجرمي (سي) ، [ ص: 634 ] ومحمد بن إبراهيم بن دينار (خ سي) ، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك (خ م د ت س) ، ومحمد بن عمر الواقدي ، ومعلى بن عبد الرحمن الواسطي (ق) ، ومعمر بن راشد ، وهو من أقرانه ، ومعن ابن عيسى القزاز (خ س ق) ، ووكيع بن الجراح (م) ، والوليد بن مسلم (م ق) ، ويحيى بن سعيد القطان (م س) ، ويزيد بن هارون ، ويعقوب بن الوليد المدني (ت) ، وأبو بكر بن أبي أويس (خ) ، وأبو بكر بن عياش ، وأبو خالد الأحمر ، وأبو صفوان الأموي (مد) ، وأبو عامر العقدي ، وأبو علي الحنفي (ت س) .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة السادسة من أهل المدينة .

                                                                          وقال أبو داود : سمعت أحمد بن حنبل يقول : كان ابن أبي ذئب يشبه بسعيد بن المسيب ، قيل لأحمد : خلف مثله ببلاده ؟ قال لا ، ولا بغيرها .

                                                                          قال : وسمعت أحمد يقول : ابن أبي ذئب كان ثقة صدوقا ، أفضل من مالك بن أنس ، إلا أن مالكا أشد تنقية للرجال منه ، ابن أبي ذئب كان لا يبالي عمن يحدث .

                                                                          [ ص: 635 ] وقال عبد الله بن محمد البغوي ، عن أحمد بن حنبل : كان ابن أبي ذئب رجلا صالحا يأمر بالمعروف ، وكان يشبه بسعيد بن المسيب .

                                                                          وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم ، عن يحيى بن معين : ابن أبي ذئب ثقة وكل من روى عنه ابن أبي ذئب ثقة ، إلا أبا جابر البياضي ، وكل من روى عنه مالك ثقة ، إلا عبد الكريم أبا أمية .

                                                                          وقال أبو داود في موضع آخر : سمعت أحمد بن صالح يقول : شيوخ ابن أبي ذئب كلهم ثقات إلا أبا جابر البياضي .

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة السدوسي : ابن أبي ذئب ثقة صدوق ، غير أن روايته عن الزهري خاصة تكلم الناس فيها ، فطعن بعضهم فيها بالاضطراب ، وذكر بعضهم أن سماعه منه عرض ، ولم يطعن بغير ذلك ، والعرض عند جميع من أدركنا صحيح .

                                                                          قال : وسمعت أحمد ويحيى يتناظران في ابن أبي ذئب ، وعبد الله بن جعفر المخرمي ، فقدم أحمد المخرمي على ابن أبي ذئب ، فقال يحيى : المخرمي شيخ ، وأيش عنده من الحديث ؟ ! وأطرى ابن أبي ذئب وقدمه على المخرمي تقديما كثيرا متفاوتا [ ص: 636 ] فقلت لعلي بعد ذلك : أيهما أحب إليك ؟ فقال : ابن أبي ذئب أحب إلي ، وهو صاحب حديث ، وأيش عند المخرمي من الحديث ؟ ! وسألت عليا عن سماعه من الزهري ، قال : هو عرض ، قلت : وإن كانت عرضا كيف هي ؟ قال : هي متقاربة .

                                                                          وقال يونس بن عبد الأعلى : سمعت الشافعي يقول : ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث وابن أبي ذئب .

                                                                          وقال النسائي : ثقة .

                                                                          وقال أحمد بن علي الأبار : سألت مصعبا الزبيري ، عن ابن أبي ذئب ، وقلت له : حدثونا عن أبي عاصم أنه قال كان ابن أبي ذئب قدريا ، فقال : معاذ الله إنما كان في زمن المهدي قد أخذوا أهل القدر وضربوهم ونفوهم ، فجاء قوم من أهل القدر فجلسوا إليه واعتصموا به من الضرب ، فقال قوم : إنما جلسوا إليه لأنه يرى القدر ، لقد حدثني من أثق به أنه ما تكلم فيه قط .

                                                                          وقال الواقدي : كان من أورع الناس وأفضله ، وكانوا يرمونه بالقدر ، وما كان قدريا ، لقد كان ينفي قولهم ويعيبه ، ولكنه كان رجلا كريما يجلس إليه كل أحد ويغشاه فلا يطرده ولا يقول له [ ص: 637 ] شيئا ، وإن هو مرض عاده ، وكانوا يتهمونه بالقدر لهذا وشبهه ، وكان يصلي الليل أجمع ، ويجتهد في العبادة ، ولو قيل له : إن القيامة تقوم غدا ، ما كان فيه مزيد من الاجتهاد ، وأخبرني أخوه قال : كان يصوم يوما ويفطر يوما ، فوقعت الرجفة بالشام فقدم رجل من أهل الشام ، فسأله عن الرجفة فأقبل يحدثه وهو يستمع لقوله ، فلما قضى حديثه ، وكان ذلك اليوم إفطاره ، قلت له : قم تغدى ، قال : دعه اليوم فسرد من ذلك اليوم إلى أن مات ، وكان شديد الحال يتعشى بالخبز ، والزيت ، وكان له طيلسان وقميص فكان يشتو فيه ويصيف ، وكان من رجال الناس صرامة وقولا بالحق ، وكان يتشبب في حداثته حتى كبر وطلب الحديث . وقال : لو طلبته وأنا صغير كنت أدركت مشايخ فرطت فيهم ، وكنت أتهاون بهذا الأمر حتى كبرت وعقلت ، وكان يحفظ حديثه لم يكن له كتاب ، ولا شيء ينظر فيه ، ولا له حديث مثبت في شيء .

                                                                          وقال أبو بكر المروذي وسألته - يعني أحمد بن حنبل - عن ابن أبي ذئب كيف هو قال : ثقة . قلت : في الزهري ؟ قال كذا وكذا ، حدث بأحاديث كأنه أراد : خولف .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان الفارسي : حدثني الفضل بن زياد ، عن أحمد بن حنبل قال : بلغ ابن أبي ذئب أن مالكا لم يأخذ [ ص: 638 ] بحديث البيعين بالخيار ، فقال : يستتاب ، وإلا ضربت عنقه ، قال : ومالك لم يرد الحديث ، ولكن تأوله على غير ذلك ، فقال شامي : من أعلم مالك أو ابن أبي ذئب ؟ فقال : ابن أبي ذئب في هذا أكبر من مالك ، وابن أبي ذئب أصلح في بدنه وأورع ورعا ، وأقوم بالحق من مالك عند السلاطين ، وقد دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر ، فلم يهله أن قال له الحق ، قال : الظلم فاش ببابك . وأبو جعفر أبو جعفر .

                                                                          قال : وقال حماد بن خالد : كان يشبه ابن أبي ذئب بسعيد بن المسيب في زمانه ، وما كان ابن أبي ذئب ومالك في موضع عند سلطان إلا تكلم ابن أبي ذئب بالحق والأمر والنهي ، ومالك ساكت ، وإنما كان يقال : ابن أبي ذئب ، وسعد بن إبراهيم أصحاب أمر ونهي ، فقيل له : ما تقول في حديثه قال : كان ثقة في حديثه صدوقا رجلا صالحا ورعا . قال يعقوب : ابن أبي ذئب قرشي ومالك يماني .

                                                                          وقال أيضا عن الفضل بن زياد : وسئل أحمد بن حنبل : قيل له ابن عجلان أحب إليك أو ابن أبي ذئب ؟ فقال : كلا [ ص: 639 ] الرجلين ثقة ما فيهما إلا ثقة .

                                                                          وقال المفضل بن غسان الغلابي ، عن يحيى بن معين : ابن أبي ذئب أثبت من ابن عجلان في حديث سعيد بن أبي سعيد المقبري ، اختلطت على ابن عجلان فأرسلها .

                                                                          وقال جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، عن يحيى بن معين : ابن أبي ذئب لم يسمع من الزهري شيئا ، يعني إنه عرض .

                                                                          وقال عثمان بن سعيد الدارمي : قلت ليحيى بن معين : فابن أبي ذئب ما حاله في الزهري ؟ فقال ابن أبي ذئب : ثقة .

                                                                          وقال معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين : ابن أبي ذئب مدني : ثقة .

                                                                          وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : قد رأى ابن أبي ذئب عكرمة مولى ابن عباس .

                                                                          وقال في موضع آخر : سمع من عكرمة .

                                                                          [ ص: 640 ] وقال أبو القاسم البغوي رأيت في كتاب علي ابن المديني إلى أحمد بن حنبل ، وحدثني صالح بن أحمد ، عن علي قال : سمعت يحيى بن سعيد يقول : كان ابن أبي ذئب عسرا ، قال علي : قلت عسرا ، قال أعسر أهل الدنيا إن كان معك كتاب ، قال : اقرأه ، وإن لم يكن معك كتاب فإنما هو حفظ ، قال علي : فقلت ليحيى فأخبرني عن ابن أبي ذئب ، ومن كنت تحفظ عنه كيف كنت تصنع فيه ؟ فقال : كنت أتحفظها وأكتبها .

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة السدوسي ، عن يحيى بن معين : قال لي حجاج الأعور : كنت أجيء إلى ابن أبي ذئب ببغداد أعرض عليه ما سمعت منه لأصححه ، فما أجترئ أن أصلح بين يديه حتى أقوم فأتوارى بأسطوانة أو بشيء فأصلح ثم أعود إليه .

                                                                          أخبرنا أبو الحسن ابن البخاري ، وزينب بنت مكي قالا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد قال : أخبرنا الحافظ أبو البركات الأنماطي قال : أخبرنا أبو محمد الصريفيني قال : أخبرنا أبو القاسم بن حبابة قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي قال : حدثني هارون بن سفيان قال : قال أبو نعيم : حججت سنة حج أبو جعفر وأنا ابن إحدى وعشرين سنة ، ومعه ابن [ ص: 641 ] أبي ذئب ، ومالك بن أنس ، فدعا ابن أبي ذئب فأقعده معه على دار الندوة عند غروب الشمس ، فقال له : ما تقول في الحسن بن زيد بن الحسن ابن فاطمة ؟ فقال : إنه ليتحرى العدل ، فقال له : ما تقول في ؟ مرتين أو ثلاثا . فقال : ورب هذه البنية ، إنك لجائر فأخذ الربيع بلحيته فقال له أبو جعفر : كف عنه يا ابن اللخناء ، وأمر له بثلاثمائة دينار .

                                                                          وأخبرنا أبو العز الشيباني قال : أخبرنا أبو اليمن الكندي قال : أخبرنا أبو منصور القزاز قال : أخبرنا أبو بكر بن ثابت الحافظ قال : أخبرنا الجوهري قال : أخبرنا محمد بن عمران قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى المكي قال : حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد قال : قال ابن أبي ذئب للمنصور : يا أمير المؤمنين ، قد هلك الناس ، فلو أعنتهم مما في يديك من الفيء ، قال : ويلك لولا ما سددت من الثغور وبعثت من الجيوش ، لكنت تؤتى في منزلك وتذبح ، فقال ابن أبي ذئب : فقد سد الثغور ، وجيش الجيوش ، وفتح الفتوح ، وأعطى الناس أعطياتهم من هو خير منك ، قال : ومن هو خير مني ويلك ؟ قال : عمر بن الخطاب . فنكس المنصور رأسه والسيف بيد المسيب ، والعمود بيد مالك بن الهيثم [ ص: 642 ] فلم يعرض له ، والتفت إلى محمد بن إبراهيم الإمام ، فقال : هذا الشيخ خير أهل الحجاز .

                                                                          وبه قال : حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد قال : لما حج المهدي دخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يبق أحد إلا قام إلا ابن أبي ذئب ، فقال له المسيب بن زهير : قم هذا أمير المؤمنين ، فقال ابن أبي ذئب : إنما يقوم الناس لرب العالمين ، فقال المهدي : دعه فلقد قامت كل شعرة في رأسي ! .

                                                                          قال الواقدي وغيره : ولد سنة ثمانين عام الجحاف .

                                                                          وقال الهيثم بن عدي : توفي في العام الذي استخلف فيه المهدي .

                                                                          وقال إبراهيم بن المنذر عن ابن أبي فديك : مات سنة ثمان وخمسين ومائة .

                                                                          وقال أبو نعيم وغيره : مات سنة تسع وخمسين ومائة .

                                                                          وقال الواقدي : لما ولي جعفر بن سليمان على المدينة [ ص: 643 ] المرة الأولى أرسل إلى ابن أبي ذئب بمائة دينار ، فاشترى منها ساجا كرديا بعشرة دنانير ، فلبسه عمره ، ثم لبسه ولده بعده ثلاثين سنة ، وكانت حاله ضعيفة جدا ، وأرسل إليه فقدم به عليهم بغداد ، فلم يزالوا به حتى قبل منهم ، فأعطوه ألف دينار فلم يقبل ، فقالوا : خذها وفرقها فيمن رأيت ، فأخذها وانصرف يريد المدينة ، فلما كان بالكوفة اشتكى ومات ، فدفن بالكوفة ، وذلك سنة تسع وخمسين ومائة ، وهو يومئذ ابن تسع وسبعين سنة .

                                                                          [ ص: 644 ] روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية