الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب كيف يؤخذ الميت من شفير القبر.

                                                                            1514 - أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الكسائي ، أخبرنا عبد العزيز بن أحمد الخلال ، نا أبو العباس الأصم .

                                                                            ح وأخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، ومحمد بن أحمد العارف ، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، حدثنا أبو العباس الأصم ، أنا الربيع، أنا الشافعي ، أنا الثقة، عن عمر بن عطاء، عن عكرمة، عن ابن عباس ، قال: "سل رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل رأسه".

                                                                            قال رحمه الله: اختلف أهل العلم في أخذ الميت من شفير القبر، فذهب بعضهم إلى أن الجنازة توضع في أسفل القبر، ويسل من قبل رأسه، وبه قال الشافعي ، ومنهم من قال: يؤخذ من قبل القبلة، وإليه ذهب أصحاب الرأي، لما روي عن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 398 ] دخل قبرا ليلا، فأسرج له سراج، فأخذ من قبل القبلة، وقال: "رحمك الله إن كنت لأواها تلاء للقرآن"، وإسناده ضعيف.

                                                                            والأول هو المشهور بأرض الحجاز.

                                                                            وروي عن ابن عمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أدخل الميت القبر، قال: "بسم الله، وبالله، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وفي روايته: [ ص: 399 ] "على سنة رسول الله".

                                                                            وروي عن سعيد بن المسيب، قال: حضرت عبد الله بن عمر في جنازة، فلما وضعها في اللحد، قال: بسم الله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله، فلما أخذ في تسوية اللبن على اللحد، قال: اللهم أجرها من الشيطان، ومن عذاب القبر، ومن عذاب النار، فلما سوى الكثيب عليها قام جانب القبر، ثم قال: اللهم جاف الأرض عن جنبيها، وصعد بروحها، ولقها منك رضوانا، فقلت: أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى.

                                                                            وروي عن مقسم، عن ابن عباس ، قال: "جلل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبر سعد بثوبه"، وإسناده ضعيف.

                                                                            ويروى أن عبد الله بن يزيد حضر جنازة الحارث الأعور، فأبى أن يبسطوا عليه ثوبا، وقال: إنه رجل.

                                                                            وكان عبد الله بن يزيد رأى النبي صلى الله عليه وسلم. [ ص: 400 ] .

                                                                            وروي عن علي، أنه قال: "إنما يصنع هذا بالنساء".

                                                                            ويدفن الميت مستقبل القبلة على جنبه الأيمن.

                                                                            قال عمر وذكر الكعبة: والله ما هي إلا أحجار نصبها الله قبلة لأحيائنا، ويوجه إليها موتانا. [ ص: 401 ] .

                                                                            باب.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية