الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            1522 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، نا عياش بن الوليد، نا عبد الأعلى، نا سعيد، عن قتادة ، [ ص: 415 ] عن أنس بن مالك ، أنه حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " إن العبد إذا وضع في قبره، وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان، فيقعدانه، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل، لمحمد صلى الله عليه وسلم؟ فأما المؤمن، فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة، فيراهما جميعا ".

                                                                            قال قتادة : وذكر لنا أنه يفسح له في قبره، ثم رجع إلى حديث أنس، قال: " وأما المنافق والكافر، فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس، فيقال له: لا دريت ولا تليت، ويضرب بمطارق من حديد ضربة، فيصيح صيحة، يسمعها من يليه، غير الثقلين ".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن عبد بن حميد، [ ص: 416 ] عن يونس بن محمد، عن شيبان، عن قتادة . . . إلى قوله: "فيراهما جميعا"، وقال: قال قتادة : ذكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعا، ويملأ عليه خضرا إلى يوم يبعثون.

                                                                            قوله: "ولا تليت"، قال أبو سليمان الخطابي : هكذا يقول المحدثون، وهو غلط، وقال القتيبي: فيه قولان، بلغني عن يونس البصري، أنه قال: هو لا أتليت ساكنة التاء، يدعو عليه بأن لا تتلى إبله، أي: لا يكون لها أولاد يتلوها، يقال للناقة: قد أتلت، فهي متلية، وتلاها ولدها: إذا تبعها، قال: وقال غيره: هو ولا ايتليت، تقديره: افتعلت، من قولك: ما ألوت هذا، ولا استطعته، كأنه يقول: لا دريت ولا استطعت أن تدري، قال الأزهري: الألو يكون جهدا، ويكون تقصيرا، ويكون استطاعة، وقيل: معناه: تلوت، أي لا قرأت، حولوا الواو ياء على موافقة دريت.

                                                                            ويروى عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما: المنكر، وللآخر: [ ص: 417 ] النكير، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل ".

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية