الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب أفضل الاستغفار.

                                                                            1308 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، نا أبو معمر ، نا عبد الوارث، نا الحسين، نا عبد الله بن بريدة، حدثني بشير بن كعب العدوي، حدثني شداد بن أوس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " سيد الاستغفار، أن يقول: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، قال: [ ص: 94 ] ومن قالها من النهار موقنا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل، وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة ".

                                                                            هذا حديث صحيح.

                                                                            قوله: "أنا على عهدك ووعدك" يريد على ما عاهدتك عليه، وواعدتك من الإيمان بك، وإخلاص الطاعة لك، وقد يكون [ ص: 95 ] معناه: إني مقيم على ما عهدت إلي من أمرك، ومتمسك به، ومتنجز وعدك في المثوبة والأجر عليه.

                                                                            واشتراط الاستطاعة في ذلك معناه: الاعتراف بالعجز والقصور عن كنه الواجب من حقه عز وجل.

                                                                            قوله: "أبوء بنعمتك" معناه: الاعتراف بالنعمة، وكذلك قوله: "أبوء بذنبي" معناه: الإقرار به، وفيه معنى ليس في الأول تقول العرب: باء فلان بذنبه إذا احتمله كرها لا يستطيع دفعه، وأصل البواء اللزوم، معناه: أقر به وألزم نفسي، يقال: أباء الإمام فلانا بفلان إذا ألزمه دمه وقتله به، ومنه قوله سبحانه وتعالى: ( وباؤوا بغضب ) أي: لزمهم ورجعوا به.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية