الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب الصبر عند الصدمة الأولى وثواب الصابرين.

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى: ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ) .

                                                                            قال عمر: نعم العدلان، ونعم العلاوة.

                                                                            وقال الله سبحانه وتعالى: ( ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) ، قال علقمة عن عبد الله : هو الذي أصابته مصيبة، فرضي وعرف أنها من الله.

                                                                            1539 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي ، أنا أبو الحسن أحمد بن [ ص: 447 ] محمد بن أبي إسحاق الحجاجي، نا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، نا أبو بكر محمد بن معاذ بن يوسف، أنا عمار بن عبد الجبار، أنا شعبة ، حدثني ثابت البناني، عن أنس بن مالك ، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة عند قبر وهي تبكي، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقي الله واصبري"، فقالت: إليك عني، فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه، قال: فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فأخذها مثل الموت، قال: فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم، فلم تجد عنده بوابين، فقالت: يا رسول الله لم أعرفك، فقال صلى الله عليه وسلم: "الصبر عند الصدمة الأولى".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن آدم، وأخرجه مسلم، عن محمد بن المثنى، عن عثمان بن عمر، كلاهما عن شعبة [ ص: 448 ] قوله: "عند الصدمة الأولى" أي: عند فورة المصيبة وحموتها، والصدم: ضرب الشيء الصلب بمثله، يريد: أن الصبر المحمود والمأجور عليه صاحبه ما كان عند مفاجأة المصيبة، لأنه إذا طالت الأيام وقع السلو طبعا، فلم يؤجر.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية